قال مسئولون أتراك أن قوات الأمن ألقت القبض على زعيم داعش الجديد، أبو الحسن القرشي، بعد عمليات رصد وتتبع في إسطنبول، وفقًا لوكالة بلومبيرغ.
لم يمض على تولي القرشي لأمور داعش إلا أشهر قليلة، ويعد أول زعيم لداعش يُعتقل حيًا، ما يجعله كنزًا كبيرًا لمعرفة الكثير عن التنظيم.
بدأت زعامة داعش بأبو بكر البغدادي المقتول في 2019، ثم تولى بعده أبو إبراهيم القرشي الذي أعلن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أنه قُتل في غارى جوية أمريكية في محافظة إدلب شمال غربي سوريا.
وعادة ما كانت داعش تعلن عن “الخليفة” بسرعة، وهو ما حدث بعد مقتل البغدادي، لكن هذه المرة تأخر إعلان اسم أبو الحسن القرشي، ما أثار التكهنات لفترة حول هوية الزعيم الجديد.
من هو أبو الحسن القرشي؟
بعد عدة أسابيع من مقتل أبو إبراهيم القرشي، بث التنظيم إصدارًا صوتيًا مسجلًا يعلن عن زعيمهم الجديد، أبو الحسن، وذكر التسجيل أن مبايعة أبو الحسن القرشي جاءت “عملًا بوصية الشيخ أبي إبراهيم، ولقد قبل البيعة”.
بعد هذا الإعلان كشف مسئولان أمنيان عراقيان أن أبو الحسن هو الأخ الشقيق للزعيم الأسبق للتنظيم، أبو بكر البغدادي، واسمه الحقيقي جمعة عوض البدري، عراقي الجنسية.
ولا يُعرف الكثير عن البدري، لكنه ينحدر من دوائر قريبة من المتشددين العراقيين الذين يلفهم الغموض، والذين ازدادوا صلابة بفعل المعارك، وبرزوا في أعقاب الغزو الأميركي عام 2003.
ظل البدري لفترة طويلة رئيسا لمجلس شورى داعش، وهي جماعة قيادية تتولى مسائل التوجيه الاستراتيجي، وتقرر من يتولى الخلافة عند مقتل الخليفة أو أسره.
وأشار مسؤولون أمنيون ومحللون عراقيون، إلى أن الزعيم الجديد لداعش كان “سيسير على نفس الدرب، ويحاول شن هجمات بجميع أنحاء العراق وسوريا، وقد تكون لديه رؤيته الخاصة لطريقة تنفيذ هذه الهجمات”، وذلك قبل اعتقاله السريع.
أموال ضخمة
وقال تقرير لفريق مراقبة العقوبات التابع للأمم المتحدة، إن أبو الحسن ورث السيطرة على موارد مالية مهمة، تُقدر بين 25 و50 مليون دولار، لكنه أضاف أن داعش ينفق أكثر مما يتحصل عليه، بالاعتماد على “الابتزاز والانتهازية والنهب والخطف لطلب الفدى”.
وقال المسؤول الأمني العراقي إن “للبدري شقيقين آخرين، أحدهما تحتجزه أجهزة الأمن العراقية منذ سنوات”، مضيفا أن “مكان وجود الأخ الثاني غير معروف، لكن أغلب الظن أنه متطرف أيضا”.