عالم

يثير الجدل حياً وميتاً.. قصة انتحار هتلر وزوجته

انتحار هتلر

لطالما أثار الزعيم الألماني النازي أدولف هتلر، حالة من الجدل حياً وميتاً، فلم يتوقف زخم الأحداث الضخمة التي ارتبطت باسمه على حياته المثيرة الشاهدة على إحدى أعنف الحروب في تاريخ العالم، بل امتدت لتتضمن نظريات مؤامرة حول موته ما بين تأكيدات رسمية بانتحاره ومعه زوجته، ومزاعم تدعي هروبهما من مدينة برلين.

هرب ولم ينتحر

وفي ذكرى يوم وفاة هتلر، نستعرض أشهر نظريات المؤامرة التي عارضت حقيقة انتحاره، في 30 أبريل عام 1945م، إذ تزعم إحدى النظريات التي تبناها الاتحاد السوفيتي، أن الزعيم النازي قد هرب مع زوجته، فهذا ما أعلنه المارشال السوفيتي جوكوف، في مؤتمر صحافي في 9 يونيو عام 1945م، استجابة لطلب الزعيم السوفييتي، جوزيف ستالين.

وأرسل ستالين، رسالة تنكر موت هتلر، لنظيره الأمريكي هاري ترومان، خلال مؤتمر بوتسدام الذي أقيم ما بين 17 يوليو إلى 2 أغسطس عام 1945م، ما أشعل حينها العديد من نظريات المؤامرة بشأن موت الزعيم النازي أخذت في التطور والاتساع على مر السنين، على الرغم من الإعلان الرسمي الألماني الأوروبي بأنه قد مات منتحراً.

وتتوافق النظرية السوفيتية مع ما طرحه كتاب “الذئاب الرمادية” للمؤلفين سيمون دانستان وجيرارد ويليامز، حيث يعتبر الكتاب أن هتلر وزوجته براون لم ينتحرا، ولكن هربا إلى الأرجنتين، مستندين في ذلك إلى العلاقة القوية بين النازيين و الرئيس الأرجنتيني خوان بيرون، وزوجته “إيفا بيرون”، فضلاً عن الدعم الذي كان يلقاه الأخير من نظام هتلر.

ويرى الكتاب، أن هتلر وزوجته، قد وصلا إلى الأرجنتين، وبقيا في منطقة “هاسيندا سان رامون”، شرق سان كارلوس دي باريلوتشي، ثم انتقلا بعدها إلى قصر مصمم تصميما بافاريا “إينالكو”، المكان البعيد الذي يصعب الوصول إليه في في الجزء الشمالي الغربي من بحيرة ناهويل هوابي على مقربة من حدود تشيلي، حيث بقي هتلر هناك حتى توفي في عام 1962م، بيد أن تيار من المؤرخين قد رفض هذه النظرية، ووصفها بأنها “وهم وهراء”.

جمجمة غامضة

وتشير وثائق سرية أعلن عنها مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي، إلى وجود شهادات تزعم رؤيته أثناء هروبه من ألمانيا، وذلك بعد خبر انتحاره، لكن المباحث الفيدرالية رأت أن هذه المعلومات لا يمكن التحقق منها.

جاء ذلك في الوقت، الذي اكتشف خلاله وكان جزء من جمجمة مثقوبة عن طريق رصاصة، موجوداً خارج مخبأ هتلر، حيث حفظته روسيا الاتحادية في موسكو، معتقدة لعقود أنها تخص الزعيم النازي، لكن اختبار للحمض النووي للجمجمة أجرته جامعة كونيتيكت عام 2009م، أثبت أنها لا تعود لهتلر، بل لامرأة تحت عمر الأربعين.

الأسنان دليل الانتحار

ومن أجل التأكد من حقيقة انتحار هتلر، صدرت أول دراسة غربية مفصّلة في هذا الشأن في نوفمبر عام 1945م، حين سعى قطاع مكافحة الاستخبارات البريطاني في برلين، للتحقيق في ادعاءات الاتحاد السوفيتي، حيث توصلت هذه الدراسة إلى أن هتلر وزوجته براون، قد ماتا عن طريق الانتحار في برلين، ونشرت هذه النتائج في تقرير في شكل كتاب عام 1947م.

وافتتح ملف وفاة هتلر من جديد، في دراسة أجراها باحثون فرنسيون على أسنان هتلر وزوجته ما بين مارس ويوليو عام 2017م، أكد خلالها البروفسور فيليب شارلي، أن الفحوصات التي أجريت على أسنان الزعيم النازي، أثبتت أنه انتحر عام 1945، مشيراً إلى أن الفريق اكتشف من خلال تحليل أسنانه السيئة رواسب بيضاء فيها، بينما لم يكن هناك أي آثار للحم، مضيفا “كان الديكتاتور نباتيا”، وفقا لموقع “تايمز لايف”.

وأضاف أن الفريق الفرنسي، قد فحص جزء من جمجمة هتلر، ليكتشف الفتحة التي خرجت منها الرصاصة التي انتحر بها على الجانب الأيسر للجمجمة، وفقاً للفريق.

جوزيف جوبلز.. ذكرى انتحار وزير نازية “هتلر” الذي جعل الواقع جحيمًا

حدث في مثل هذا اليوم.. إعلان وعد بلفور وانتهاء العمليات العسكرية الأمريكية في العراق

نزار قباني.. عبقري الإحساس وفارس الرومانسية