قبل أكثر من 30 يومًا غزت القوات الروسية الأراضي الأوكرانية فيما أطلقت عليه “عملية عسكرية”، قبل أن يعترف باستقلال المنطقتين الأوكرانيتين اللتين يسيطر عليهما انفصاليون مدعومون من روسيا.
كان بوتين يتوقع تحقيق انتصار سريع، لكن ما زالت الحرب دائرة دون أن يتمكن من السيطرة على أي مدينة أوكرانية كبيرة، ما يجعل من الحرب المطولة عواقب كبيرة على روسيا وستكلفها ثمنًا باهظًا.
استمرار العمليات العسكرية أمر مكلف جدًا، وسط الإجراءات العقابية التي فرضتها الولايات المتحدة والدول الأوروبية، والمشكلات التي ظهرت في مجال الخدمات اللوجستية التي تعاني منها القوات الروسية في أوكرانيا.
تكلفة الحرب في أوكرانيا
وفقًا لتقديرات الخبراء فإن الـ23 يومًا الأولى كلفت روسيا نحو 20 مليار دولار من الإنفاق العسكري، إضافة إلى 9 مليارات دولار خسرتها روسيا من المعدات العسكرية المدمرة، أيضًا هناك خسائر في الناتج المحلي الإجمالي بسبب العقوبات.
كما يجب أن تشمل نفقات الحرب تكاليف الإخلاء ومعالجة الجنود الجرحى والإنفاق على الذخيرة والوقود وقطع الغيار وتوفير الطعام للقوات، وغيرها.
هل ستنفد أموال روسيا؟
يعتمد الأمر بشكل حاسم على ما إذا كانت الدول الأوروبية قادرة على حظر واردات الغاز الروسي، هذا تحدٍ كبير حيث تأتي نسبة حوالي 40% من واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز الطبيعي من روسيا.
لم يتضح بعد ما إذا كان استبعاد العديد من البنوك الروسية من نظام الدفع “سويفت” ، الذي يتيح التحويلات المالية الدولية، سيتم توسيعه في النهاية أم لا، ما يترك بوتين بلا بديل لتلقي مدفوعات بالعملات الأجنبية.
العملة تنهار
تتراجع قيمة العملة الروسية حتى الآن والبورصة كانت مغلقة معظم الوقت منذ بدء الحرب، وزادت نسبة التضخم بشدة وتضاعفت معدلات الفائدة وخرجت 400 شركة أجنبية من السوق الروسية، وهناك مخاوف من أن تتخلف الحكومة الروسية عن سداد ديونها.
المساندة الصينية
للصين قدرة في التأثير على مجريات الأمور، لكنها لا تلعب دورًا أساسيًا في الحرب، رغم أنها أعربت عن قلقها عما يحدث في أوكرانيا، فإنها تستمر في الإشارة إلى أن ما يحدث مجرد “عملية عسكرية”.
ووصفت الخارجية الصينية العقوبات الغربية على روسيا بأنها “شائنة” وأحادية الجانب وتحرم المواطن الروسي من الأصول الأجنبية بلا سبب.
قد تقدم الصين مساعدات لروسيا عندما يستلزم الأمر، ويتوقع الخبراء أن العقوبات إذا استمرت فستنقطع روسيا عن شركائها التجاريين الرئيسيين، باستثناء الصين وبيلاروسيا.
يتوقع كثيرون أن الصين ستشتري المواد الخام من روسيا بسعر منخفض للغاية وتبيع منتجاتها لروسيا بسعر مرتفع، ستتعامل الصين مع روسيا باعتبارها مستعمرة لها، وستكون الصين هي الفائز الوحيد في هذه الحرب.
حرب ونزاع على السلطة ولجوء المدنيين.. ماذا سيحدث في إيران (تحليل)