أحداث جارية سياسة منوعات

من وزير إلى سائق!.. معاناة مسؤول أفغاني تُجسد مأساة شعب

معاناة مسؤول أفغاني

كان في وطنه ينعم بدفئه كحضن أم حنون تمنح أبناءها السكينة، وحين أصبح مسؤولاً بارزاً في حكومة بلده، حاز جاه المنصب ليغوص في رغد العيش، ويستقل أفخم السيارات ويسافر بأرقى خدمات الطيران، قبل أن ينهكه صقيع الغربة وألم الفراق، باحثاً عما يسد رمقه؛ لينتهي به الحال سائق أوبر في الغربة. هكذا أصبح وزير المالية الأفغاني السابق، خالد بايندا، بعد التحولات السياسية والأمنية في أفغانستان.

تولى “بايندا” الإشراف على ميزانية الحكومة الأفغانية السابقة التي كانت تبلغ نحو 6 مليارات دولار، والتي كانت مدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية، قبل أن يضطر إلى الاستقالة من منصبه كوزير للمالية قبيل سيطرة حركة طالبان الأفغانية على الحكم، بعد تدهور علاقته بالرئيس الأفغاني أشرف غني وخوفاً من أن يقع رهن الاعتقال، وفقاً لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية.

ووجد “بايندا” نفسه بعد الاستقالة، مضطراً للسفر خارج أفغانستان، للنأي بنفسه عن التعرض للاعتقال، رغم أنه لم يكن يعتقد أن الحكومة كانت على وشك السقوط؛ فسرعان ما استقل الطائرة متوجهاً إلى الولايات المتحدة، للانضمام إلى زوجته وأطفاله الذين كانوا قد سبقوه إليها، قبل أسبوع من سفره.

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن حياة “بايندا” البالغ من العمر 40 عاماً، قد تحولت من تسيير مليارات الحكومة الأفغانية السابقة إلى العمل 6 ساعات في اليوم أملاً في جني نحو 150 دولاراً يرعى بها نفسه وأسرته.

ألم الغربة

وأعرب الوزير السابق، عن شعوره بالخواء، لكونه عالقاً بين حياته القديمة وأحلامه لأفغانستان، وبين حياته الجديدة في الولايات المتحدة التي لم يكن يريدها – بحد وصفه – مضيفاً:” ليس لدي مكان في الوقت الحالي، فأنا لا أنتمي إلى هنا، ولا إلى هناك”

وتحدث “بايندا” عن تجربته في تولي وزارة المالية الأفغانية، متمنياً لو أنه لم يقبل بهذا المنصب، معللاً ذلك بقوله:”رأيت الكثير من القبح، وفشلنا. كنت جزءًا من الفشل. من الصعب أن تنظر إلى بؤس الناس وتشعر بالمسؤولية”.

وأضاف: “لم تكن لدينا الإرادة الجماعية للإصلاح”، كما ألقى باللوم على الأمريكيين أيضاً في تسليم البلاد لطالبان وخيانة القيم الثابتة التي من المفترض أنها كانت وراء حربهم في كابول”.

وتابع بايندا: “ربما كانت هناك نوايا حسنة في البداية لكن الولايات المتحدة ربما لم تقصد ذلك”.

وأردف: “كان لدينا 20 عامًا ودعم العالم بأسره لبناء نظام من شأنه أن يعمل لصالح الناس، كل ما بنيناه كان بيتاً من ورق، هوى بهذه السرعة. بيت من ورق بني على أساس الفساد”.

وتعيش أفغانستان، حالة من الفراغ السياسي مقرونة بأزمة اقتصادية وإنسانية صعبة شهدت تجميد أصولها وانقطاع المساعدات الدولية المقدمة للحكومة، بعد سيطرة طالبان على زمام السلطة، إذ لن تعود هذه المساعدات إلا بعد الاعتراف بحكومة طالبان التي حلت محل نظام الرئيس غني الحليف الأمريكي على مدار السنوات الماضية.

تركه حتى مات.. لماذا لم ينقذ ستالين ابنه من الأسر الألماني؟

تقنية مبتعث سعودي تعيد البصر لفرنسي.. كيف؟

إشادة عالمية برسامة سعودية أحيت طرازاً تاريخياً لسيارة شهيرة