عاش القائد السوفييتي، جوزيف ستالين، علاقات مضطربة مع أفراد عائلته، خاصة ابنه ياكوف دجوغاشفيلي، الذي لم يستطع والده رعايته حتى سن المراهقة، ولم يلتق به إلا عندما بلغ 14 عامًا.
توترت العلاقات أكثر بين ستالين وابنه، لدرجة أن ياكوف حاول الانتحار لرفض والده أن يتزوج من فتاة يحبها، إضافة إلى تأثر الحالة النفسية للابن عقب وفاة ابنته، إلا أنه تعافى بأعجوبة بعد 3 أشهر من العلاج، وتزوج الفتاة في النهاية، لكن هذا وسَّع الفجوة بين الأب والابن.
درس ابن ستالين في أكاديمية تابعة للجيش الأحمر السوفييتي، وبعدها عُيِّن ملازمًا وقائدًا على إحدى بطاريات المدفعية، وذلك قبل الغزو الألماني للأراضي الروسية عام 1941 في الحرب العالمية الثانية.
تُرك الابن على جبهة الحرب ووقع أسيرًا في أيدي القوات النازية، وعرف الألمان أنه ابن ستالين بعد مساعدة من الأسرى السوفييت الذين كانوا معه، فحاولوا استجوابه حول الأمور العسكرية لكنه رفض التعاون معهم ولم يصلوا إلى أي شيء في محاولاتهم المستمرة، إلا أنهم ألقوا منشورات جوًا على الجنود السوفييت جاء فيها: “لا تسفك دمك من أجل ستالين، لقد استسلم ابنه، إذا كان ابن ستالين قد أنقذ نفسه، فأنت لست مضطرًا للتضحية بنفسك”.
عرض النازيون بعدها استبدال ابن ستالين بالمارشال الألماني فريدريش باولوس وعدد من جنرالات الجيش السادس المعتقلين لدى السوفيت، لكن ستالين رفض المبادرة وقال إنه لن يقبل مقايضة مارشال بملازم، مؤكدًا “ليس لديكم ابني ياكوف فحسب، بل الملايين من أبنائي، إما أن تحرروهم جميعًا أو سيشارك ابني مصيرهم”.
عام 1945 ألقى ياكوف بنفسه على الأسلاك المكهربة بمعسكر ساكسنهاوزن الألماني ليفارق الحياة. وبينما أكدت الرواية الألمانية وفاته أثناء محاولته الهرب من المعسكر، تحدث السوفيت عن قيام الألمان بتصفية ياكوف عقب فشل مفاوضات مبادلته بالمارشال باولوس.
بعد ذلك بعدة سنوات كشفت الوثائق أن ياكوف البائس قد يكون استسلم بالفعل خلال الغزو الألماني لروسيا، بعيدًا عن كونه أسيرًا، لكن الرواية الروسية كانت تفيد باعتقاله وقتله في السجن، ربما يكون هذا بسبب أن ستالين كان يأمر الجيش الأحمر بتضمين القسم الذي يؤديه جميع جنوده أن “الاستسلام للعدو خيانة”، لذلك لم يعترف الجانب السوفييتي بأن ابن ستالين استسلم، للحفاظ على ماء الوجه.
في ذكرى انهياره .. أسباب تفكك الاتحاد السوفيتي
