قامت كوريا الشمالية صباح اليوم الاثنين، بتجارب صاروخية جديدة، إذ أطلقت صاروخين ذاتيي الدفع “باليستيين” قصيري المدى، من مطار بالقرب من “بيونغ يانغ“، على المياه المواجهة لسواحل اليابان، وذلك وفقًا لما أعلن عنه الجيش الكوري الجنوبي، وأكدته السلطات اليابانية أيضًا.
ويعتبر هذا الإطلاق هو الرابع خلال أسبوعين، ضمن سلسلة اختبارات يراها الخبراء غير عادية بسبب تسلسلها وتوقيتها، حيث اعتادت “بيونغ يانغ”، على إجراء عمليات إطلاق الصواريخ احتفالاً بالأحداث المهمة سياسيًا في البلاد، أو للتعبير عن استيائها من التدريبات العسكرية بين أمريكا والجارة الجنوبية.
أهداف داخلية
من جانبه قال “أنكيت باندا”، الخبير في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، إن عمليات الإطلاق الحالية قد ترجع لحسابات خاصة بالزعيم “كيم جونغ”، إذ لديه اعتبارات عديدة داخليًا، أبرزها التأكيد على أن أولويات تعزيز قدرات الدفاع الوطني لن تتراجع، حتى في أصعب الظروف الاقتصادية، حيث تعاني “بيونغ يانغ”، من أزمة اقتصادية كبيرة ونقص حاد في الغذاء، بسبب الحصار الخارجي على البلاد، والحصار الذاتي الذي فرضته على نفسها لمنع تفشي فيروس كورونا، وهو ما قطع سبل التجارة مع الصين، الحليف السياسي والاقتصادي الرئيس لها.
وتأتي هذه التجارب بعد اعتراف الزعيم “كيم جونغ”، بأن بلاده تواجه صراعًا كبيرًا للبقاء، حيث تعهد بمواصلة تطوير قدراته العسكرية، بما في ذلك العمل على تطوير صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت.
[two-column]
يرى بعض الخبراء في الشأن الكوري الشمالي، أن هذه التجارب قد يكون لها علاقة بالصين، خاصة أن عمليات الإطلاق تلك تجري قبل أسابيع قليلة من دورة الألعاب الأولمبية الشتوية، وهو حدث مرموق وحساس سياسيًا بالنسبة للصين
[/two-column]
ومن جانبه يرى أستاذ الدراسات الكورية الشمالية في جامعة إيوا وومانس، “بارك وون جون”، إن هذه التجارب الاستثنائية قد تكون ردًا على العقوبات الجديدة التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية، على “بيونغ يانغ” مؤخرًا، وللتأكيد على أن كوريا الشمالية لا تنوي التنازل والتراجع عن برنامجها النووي.
وكانت المحادثات بين الطرفين الكوري الشمالي والأمريكي قد تعثرت، وتحديدًا مع إدارة “بايدن”، التي فرضت عقوباتها الأولى على كوريا الشمالية الأسبوع الماضي، ردًا على بعض الاختبارات الصاروخية السابقة هذا الشهر.
أزمة محتملة مع الصين
يرى بعض الخبراء في الشأن الكوري الشمالي، أن هذه التجارب قد يكون لها علاقة بالصين، خاصة أن عمليات الإطلاق هذه تجري قبل أسابيع قليلة من دورة الألعاب الأولمبية الشتوية، وهو حدث مرموق وحساس سياسيًا بالنسبة للصين، حيث يقول “تشاد أوكارول”، إن الصين لن ترحب بهذه التجارب بالقرب منها عشية انطلاق دورة الألعاب الأولمبية في بكين.
وأضاف المحلل البريطاني للشأن الكوري الشمالي، عبر حسابه على موقع “تويتر”، :إذا استمر هذا الأمر فلا ينبغي استبعاد احتمالية الخلاف بين الطرفين، وأن تكون بيونغ يانغ منزعجة من الصين بشأن شيء ما”.
أما “إيريك إيزلي”، الخبير في الشأن الكوري الشمالي، فيرى أن الصين أكثر من متواطئة مع استفزازات كوريا الصاروخية، خاصة أن التقارير تؤكد استئناف التجارة بين الجانبين قريبًا، كما أن بكين في الأساس هي الداعم الرئيس لكوريا الشمالية اقتصاديًا، وتنسق معها عسكريًا.
وتابع “إيزلي”، :”من المؤكد أن بيونغ يانغ ستنهي تجاربها الصاروخية المبكرة قبل أولمبياد بكين، وأن تجاربها هذه قد يكون هدفها التعبير عن قوتها، بالتزامن مع قرب الانتخابات الرئاسية في كوريا الجنوبية.”
ما الدول التي تتصدر سباق الصواريخ الأسرع من الصوت؟
الصين تُكشر عن أنيابها النووية.. وأمريكا تستعد لحرب إدارة العالم