عالم

قضية التصحر لا تقل خطورة عن جائحة كورونا.. لماذا؟

يعاني العالم من مشكلة التصحر والجفاف وبالأخص المنطقة العربية، الأمر الذي استلزم ضرورة تضافر الجهود الدولية للسيطرة على هذا الخطر القادم بقوة ويهدد البشرية ككل.

ويذكِّر الاحتفال اليوم باليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف بأهمية تلك القضية، ويركز على جهود تجديد خصوبة الأراضي المتدهورة، حيث يسهم تعزيز استعادة الأراضي في إضافة المرونة الاقتصادية وخلق فرص العمل ورفع الدخل وزيادة الأمن الغذائي.

وعلى جانب آخر، يساعد التنوع البيولوجي على تعافي المناخ من خلال امتصاص الكربون، والذي يؤدي احتباسه إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض ، وإبطاء سرعة تغيّر المناخ؛ ما يدفع نحو التعافي الأخضر من جائحة كوفيد-19.

ووسط محاولات التعافي هذا العام من آثار الجائحة التي أضرت بالبشر والاقتصاد العالمي، ما تزال الأمم المتحدة تضع قضية التصحر كأولوية أمام الدول، وتنص الالتزامات الحالية، المقدمة من أكثر من 100 دولة، على استعادة ما يقرب من مليار هكتار من الأراضي خلال العقد المقبل وهي مساحة تقارب حجم الصين، تلك المساحة التي إذا استطاعت البشرية استعادتها، سيمكنها جلب فوائد هائلة للناس وللكوكب وتضمن بقائهم على الكوكب لفترة طويلة.

وكشفت دراسات حديثة أن التصحر في الوطن العربي يستحوذ على مساحة تقدر بـ 9.7 مليون متر مربع من إجمالي مساحة الوطن العربي كاملة، أي أن هذه النسبة تتجاوز أكثر من نصف مساحة الوطن العربي بشكل كلي.

[two-column]

وتوجد أراضي كثيرة في المنطقة كانت صالحة للزراعة لكنها تحولت إلى صحراء جرداء لا يوجد بها ما يساعد على الحياة، تلك المنطقة التي يعيش فيها أكثر من مليار نسمة تواجه معضلة توفير احتياجاتها الأساسية من الغذاء والماء.

[/two-column]

وتحاول كل دولة من خلال جهودها البحثية التوصل لأفضل تقنيات الزراعة التي تتماشى مع الوضع الحالي، وطُرحت بعد الحلول لزراعة النباتات في ظل ظروف جافة باستخدام بكتيريا الجذور (rhizobacteria).

وتوصل في هذا المجال باحثون من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) في المملكة إلى اكتشاف أن أشجار النخيل تطوَّرت تطوراً مشتركاً وتكافلياً مع بكتيريا الصحراء عبر زمن طويل جداً.

وأثبتوا أن جذور نخيل التمر كانت دائماً ما تختار الارتباط بنوعين من البكتيريا: “متقلبات غاما” و”متقلبات ألفا”؛ التي يمكن إدخالها إلى مجموعة واسعة من النباتات، ويعد هذا الأمر ضرورياً لتحسين زراعة النخيل والمحاصيل الأخرى، خاصة في النظم الإيكولوجية القاحلة في ظل التغيرات المناخية.