اقتصاد

خبير مالي أمريكي يحذر: كساد اقتصادي أعظم قادم.. وهذه فرصتك الذهبية للنجاة والثراء

حجم احتياطيات الدول الكبرى من النقد الأجنبي والذهب

حذّر الكاتب الأمريكي روبرت كيوساكي من دخول الولايات المتحدة في ما عّد أنه «كساد أعظم» بحلول 2035، مُحمّلًا الأفراد مسؤولية حماية ثرواتهم عبر استثمارات بديلة.

وارتفعت ديون البطاقات الائتمانية الأمريكية إلى مستويات قياسية تجاوزت 1.3 تريليون دولار مع نهاية الربع الأول من 2024، وفقًا لبيانات الاحتياطي الفيدرالي. في المقابل، تجاوز إجمالي الدين العام 35 تريليون دولار، بينما سجّلت معدلات البطالة ارتفاعًا مفاجئًا بنسبة 4.2% في يونيو الماضي، وفقًا لمكتب إحصاءات العمل.

ويربط المؤلف المالي الشهير هذه المؤشرات بانهيار وشيك لأسواق المال، مستندًا إلى تنبؤاته في كتاب «نبوءة الأب الغني» الصادر عام 2002، الذي توقع فيه «أكبر انهيار مالي في التاريخ».

أطلق كيوساكي تحذيرًا عبر منصة «إكس» مساء أمس السبت، واصفًا الوضع الاقتصادي بأنه «كارثي»، مشيرًا إلى تراجع قيمة صناديق التقاعد بنسبة 15% منذ بداية العام، واتهامات باختلاس أموال المعاشات.

ويعود تشاؤمه إلى تحليلات قدمها في كتبه، مثل «من سرق معاشي؟» (2020) و«المزيف» (2019)، حيث نبّه إلى فشل النظام المالي التقليدي.

لكن جذور أطروحته تعود إلى كتابه الأشهر «الأب الغني والأب الفقير» (1997)، الذي هاجم فيه الثقافة الاستهلاكية ودعا إلى الاستثمار في أصول ملموسة. اليوم، يرى أن الفرصة الوحيدة لتحقيق الثراء تكمن في «الذهب والفضة وبيتكوين»، مُتوقعًا وصول سعر البيتكوين إلى مليون دولار بحلول 2035.

كيف يفسّر كيوساكي هذا الانهيار؟ وما الحلول التي يقترحها؟

يُرجع كيوساكي السبب إلى ما يصفه بـ«الفساد المنهجي» في إدارة الأموال العامة، بالإضافة إلى ضعف الثقافة المالية لدى الأفراد، مما يجعلهم فريسة سهلة في أوقات الأزمات. ويعبر عن حزنه لأن كثيرًا من الناس تجاهلوا تحذيراته السابقة، لكنه يؤكد في الوقت ذاته أن «الفرصة لم تُفقد بعد».

ويشجّع كيوساكي متابعيه بشدة على الاستثمار في الأصول الحقيقية، خاصة الذهب والفضة، والبيتكوين، مؤكدًا أن هذه الأصول هي التي ستحمي الثروة بل وتضاعفها في فترات الانهيار. ويكرر نصيحته المتكررة: «اشترِ الذهب، الفضة، والبيتكوين». وعلى الرغم من تكرار هذه الرسالة، يرى كيوساكي أنها أساس البقاء المالي في السنوات القادمة.

هل يُمكن أن يكون الانهيار فرصة للثراء؟

«نعم»، يقول كيوساكي بثقة. حيث يعتقد أن من يملك الشجاعة الآن للاستثمار في هذه الأصول، ولو بجزء صغير، قد يصبح من الأغنياء بعد مرور الأزمة، مشيرًا إلى أن نصف بيتكوين أو حتى بضع أوقيات من الفضة قد تصنع الفارق.

ويتنبأ بأن سعر البيتكوين سيصل إلى مليون دولار بحلول عام 2035، والذهب إلى 30 ألف دولار، والفضة إلى 3 آلاف دولار. ويرى أن الأزمة القادمة ستُنتج طبقة جديدة من الأغنياء، ممن سيتخذون القرار الجريء في الوقت الصعب.

ما الرسالة النفسية التي يوجهها كيوساكي للفقراء؟

يحمّل كيوساكي الفكر السلبي مسؤولية الفقر، مستشهدًا بمقولة «الكلمة صارت جسدًا». ويقول إن من يردد عبارات مثل «لا أستطيع» أو «سأنتظر» يحكم على نفسه بالبقاء في دائرة العجز المالي.

ويضيف أن مجرد شراء القليل من الذهب أو الفضة يمكن أن يكون بداية رحلة نحو الحرية المالية.

ويدعو كيوساكي الناس إلى عدم الاستسلام للخوف، بل إلى التعلم، ووضع خطة واضحة، واتخاذ خطوات عملية. ويرى أن الأزمة الحالية قد تكون «فرصة العمر» لتحقيق الثروة، ويختم منشوره بنصيحة حاسمة: «لا تُهدروا هذا الانهيار الكبير».

ما المواقف الأخرى تجاه هذه التحذيرات؟

رغم شعبية كيوساكي، يشكك بعض الخبراء الاقتصاديين في دقة تنبؤاته، معتبرين أن نظرته سوداوية للغاية. بينما يتفق آخرون معه في أن التحوط من خلال الأصول الحقيقية أمر ضروري في المرحلة القادمة، حيث يؤيده المحلل المالي جيمس ريكاردز، الذي يشير في كتابه «انهيار الدولار» (2024) إلى أن النظام النقدي العالمي «على حافة الهاوية».

في المقابل، ينتقد البروفيسور بول كروجمان، الحائز على نوبل في الاقتصاد، هذه الرؤية، واصفًا إياها بـ«التهويل غير المسؤول»، مُستندًا إلى تقارير صندوق النقد الدولي التي تتوقع تعافي الاقتصاد الأمريكي بنهاية 2025.

وتتركز الأزمة حاليًا في الولايات المتحدة، لكن تداعياتها تطال الأسواق العالمية بسبب هيمنة الدولار.ويشير تقرير صندوق النقد الدولي الصادر في مايو 2024 إلى أن 60% من الدول النامية تعاني عجزًا في ميزانياتها، ما يزيد مخاطر انهيار اقتصادي متسلسل.