كشفت دراسة طبية جديدة أن توقيت الأكل قد يكون أكثر أهمية من توقيت النوم عندما يتعلق الأمر بصحة القلب، خاصةً لدى العاملين في نظام المناوبات الليلية. حيث أظهرت نتائج التجربة أن تناول الطعام في النهار فقط يمكن أن يحمي من المخاطر القلبية المرتبطة بالعمل الليلي.
توقيت الأكل مقابل توقيت النوم
قاد باحثون من مستشفى بريغهام للنساء في بوسطن دراسة نُشرت في مجلة “نيتشر كوميونيكيشنز”، أوضحت أن الأشخاص الذين تناولوا طعامهم في النهار فقط لم تظهر لديهم علامات ارتفاع ضغط الدم أو زيادة عوامل خطر القلب، مقارنة بمن تناولوا نفس الطعام في الليل.
تصميم الدراسة: بيئة محكومة بدقة
شارك في الدراسة 20 شابًا بصحة جيدة خضعوا لمراقبة دقيقة داخل مركز بحثي لمدة أسبوعين، دون تعرّضهم لأي مؤشرات زمنية طبيعية مثل النوافذ أو الساعات. وتمت محاكاة نمط العمل الليلي، حيث وزّع المشاركون على مجموعتين: إحداهما تناولت الطعام في الليل، والأخرى خلال النهار فقط.
النتيجة: الأكل في النهار يمنع ارتفاع المخاطر
أظهرت التحاليل أن تناول الطعام ليلاً رفع مؤشرات الخطر القلبي مثل ضغط الدم ومستويات عوامل التجلط، بينما لم تحدث هذه الزيادة لدى من تناولوا طعامهم في النهار، رغم أن نوع وكمية الطعام كانت متطابقة.
رغم العينة الصغيرة: نتائج دقيقة ومبشّرة
رغم أن عدد المشاركين كان صغيرًا، إلا أن الضبط العالي لعوامل النوم، والإضاءة، والنشاط، والأكل جعل النتائج موثوقة. تقول الباحثة سارة شلابا: “تحكمنا في كل العوامل، مما يجعلنا واثقين بأن توقيت الطعام هو العامل الأساسي المؤثر.”
من المستفيد من هذا الاكتشاف؟
قد يستفيد من هذا النهج العاملون في المناوبات الليلية، والأشخاص الذين يعانون من اضطرابات النوم، والمسافرين بين المناطق الزمنية. ويأمل الباحثون أن تساعد نتائج هذه الدراسة في تطوير استراتيجيات جديدة لحماية القلب عبر ضبط توقيت الوجبات.
في النهاية
تؤكد هذه الدراسة أهمية جديدة لتوقيت الطعام في الوقاية من أمراض القلب. وبينما ما تزال هناك حاجة لأبحاث طويلة المدى، فإن النتائج الحالية تفتح بابًا واعدًا أمام تحسين الصحة القلبية باستخدام وسائل بسيطة وسهلة التطبيق.