شهد سوق الأسهم العالمي في الربع الرابع من عام 2024 تحولات حادة أعادت رسم خريطة الاستثمار الدولي.
فبعد عامين من عوائد سوق الأسهم السنوية المكوّنة من رقمين في الولايات المتحدة، سجلت الأسهم الأميركية تراجعًا ملحوظًا، في ظل موجة بيع كثيفة نتيجة مخاوف التضخم وتباطؤ النمو الاقتصادي. هذا التراجع فتح الباب أمام أسواق أخرى لتبرز كوجهات استثمارية بديلة وأكثر جذبًا.
الأسهم الصينية تلتقط الأنظار
توجهت أنظار المستثمرين نحو الأسهم الصينية، مدفوعة بارتفاع أرباح الشركات وثقة متزايدة في الابتكار التقني. فقد صعد مؤشر هانغ سنغ بنسبة 15.3%، بدعم من قفزة أرباح شركة تينسنت بنسبة 90% على أساس سنوي.
ويُعزى هذا النمو جزئيًا إلى دمج نموذج الذكاء الاصطناعي DeepSeek في تطبيق Weixin، ما يفتح آفاقًا مستقبلية لأرباح أعلى.
الإنفاق الدفاعي الأوروبي ينعش المؤشرات
في أوروبا، انتعش سوق الأسهم الألماني مع ارتفاع مؤشر داكس 40 بنسبة 11.3%، على خلفية إعلان المستشار المرتقب عن خطة ضخمة بقيمة 535 مليار دولار لتحفيز البنية التحتية والدفاع.
كما شهدت البورصة الإيطالية نموًا مزدوج الرقم، فيما ارتفعت مؤشرات السوق السويسرية والفرنسية بنسبة 8.6% و5.6% على التوالي.
الأسواق الآسيوية تواجه ضغوطًا
في المقابل، تراجع مؤشر نيكاي الياباني بنسبة 10.7%، متأثرًا بمخاوف تتعلق بالتجارة العالمية وضعف أداء شركات التكنولوجيا، ليسجل أسوأ أداء فصلي منذ مارس 2020.
كما انخفضت مؤشرات الأسواق الناشئة باستثناء الصين بنسبة 0.7%.
التقلبات تفرض واقعًا جديدًا في سوق الأسهم
مع تنوع النتائج، بات من الواضح أن سوق الأسهم لم يعد يتحرك بنمط موحد،4 وفي حين استفادت بعض المناطق من الإنفاق الحكومي أو النمو التقني، عانت أخرى من تقلبات اقتصادية وضغوط مالية، وعلى المستثمرين إدراك أن ديناميكيات الأسهم العالمية باتت تعتمد أكثر من أي وقت مضى على العوامل الجيوسياسية والتكنولوجية.
تؤكد هذه المتغيرات أن سوق الأسهم لا يزال ساحة ديناميكية مليئة بالفرص والمخاطر، وتستدعي من المتابعين دقة في التوقيت ومرونة في التنقل بين الأسواق لضمان أفضل العوائد.
يمكنك أن تقرأ أيضًا:
سوق الأسهم السعودية.. انخفاض محلي وعالمي على خلفية الرسوم الجمركية