تواصل المملكة تنفيذ خططها الطموحة لتحقيق الاستدامة البيئية، مستهدفةً أن يشكّل 50% من مزيج الطاقة الوطني مصادر متجددة بحلول عام 2030.
وتسعى البلاد لإنتاج 130 جيجا واط من الطاقة المتجددة قبل نهاية العقد، ضمن جهودها لخفض الانبعاثات وتحقيق الحياد الصفري للكربون بحلول عام 2060.
تخطط السعودية لضخ استثمارات بقيمة 696 مليار ريال لدعم الاقتصاد الأخضر، بما يعزز جهود مكافحة التغير المناخي محليًا وإقليميًا.
وقد أطلقت المملكة أكثر من 85 مبادرة منذ عام 2021، تشمل مشاريع طموحة كزراعة 10 مليارات شجرة ضمن مبادرة «السعودية الخضراء»، وتحويل 30% من المناطق البرية والبحرية إلى محميات طبيعية بحلول 2030.
كما رصدت 9.4 مليارات ريال لمبادرة «الشرق الأوسط الأخضر»، التي تستهدف دعم الاستدامة إقليميًا.
تعكف السعودية على إنشاء 1200 محطة رصد لمراقبة مصادر الطاقة المتجددة، إضافة إلى إطلاق 8 مشاريع للهيدروجين الأخضر عام 2023، مما يعزز مكانتها كمركز عالمي للطاقة النظيفة.
وتُعد هذه المشاريع جزءًا من استراتيجية أوسع تشمل 10 قطاعات مستهدفة في تقنيات الاستدامة، أبرزها الزراعة، الصحة، النقل والطاقة المتجددة.
منذ إطلاق «مبادرة الملك سلمان للطاقة المتجددة» عام 2016، شهدت السعودية تقدمًا متسارعًا في العمل المناخي.
ففي عام 2017، أُعلن عن البرنامج الوطني للطاقة المتجددة، وتبع ذلك إطلاق الاستراتيجية الوطنية للصحة والبيئة عام 2018. وشهد عام 2019 تأسيس القوات الخاصة للأمن البيئي، بينما أُطلقت حملة «لنجعلها خضراء» عام 2020 لمكافحة التصحر.
وفي 2021، عززت المملكة جهودها عبر تدشين منتدى مبادرة السعودية الخضراء وقمة الشرق الأوسط الأخضر، تزامنًا مع استضافة قمة الشباب الأخضر.
واستمر الزخم البيئي بمشاركة السعودية في مؤتمر «كوب 27» عام 2022، ثم في مؤتمر «كوب 28» عام 2023، حيث استعرضت المملكة تطورات مشاريعها خلال معرض خاص بمبادرة السعودية الخضراء.
تتولى لجنتان متخصصتان، هما لجنة الطاقة وتغير المناخ، ولجنة البيئة، إدارة وتنفيذ المبادرات المناخية في المملكة، بالتنسيق مع القطاعين العام والخاص لضمان تحقيق الأهداف الوطنية وفق أعلى المعايير.
وقد نجحت هذه الجهود في جذب استثمارات تجاوزت 705 مليارات ريال بحلول 2024، مما يعكس التزام السعودية بتحقيق الحياد الصفري والانضمام إلى المبادرات العالمية لحماية البيئة.
تدعو مبادرة السعودية الخضراء المواطنين، رواد الأعمال، والمنظمات غير الحكومية للمساهمة في مشاريع الاستدامة عبر التواصل مع الجهات المختصة.
كما تواصل المملكة تطوير مشاريع تعزز الوعي البيئي وتوفر فرصًا استثمارية تدعم التحول نحو الاقتصاد الأخضر.
