أمرت محكمة تركية باعتقال رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، رسميًا في وقت مبكر من صباح اليوم الأحد، مع استمرار حبسه على ذمة التحقيق بتهم الفساد.
جاءت هذه الخطوة بعد أيام من مداهمة منزله، ما أثار أكبر موجة احتجاجات تشهدها تركيا منذ أكثر من عشر سنوات.
إمام أوغلو: لن أستسلم
من جانبه، وفي أول تعليق له بعد صدور قرار احتجازه، أكد أكرم إمام أوغلو، أنه لن يرضخ، وقال في منشور عبر حسابه على منصة “إكس”: “سنتجاوز هذه الأزمة معًا، وسنقف بصلابة في وجه هذه الضربة التي تمثل وصمة سوداء في تاريخ ديمقراطيتنا”.
وأضاف مخاطبًا أنصاره: “لا تفقدوا الأمل، ولا تصابوا بالإحباط”.
من جانبهم، أعلن محامو إمام أوغلو عزمهم استئناف قرار الاعتقال، وفقًا لما نقلته وكالة فرانس برس.
ردود فعل سياسية وشعبية
وأثار اعتقال إمام أوغلو ردود فعل حادة داخل تركيا وخارجها، حيث اعتبر العديد من المعارضين والمراقبين أن هذا الاعتقال سياسي ويهدف لإقصاء إمام أوغلو من السباق الرئاسي المقبل المقرر إقامته عام 2028.
من جانبها، رفضت الحكومة التركية الاتهامات مؤكدة أن القضاء التركي يعمل باستقلالية تامة.
احتجاجات وتوتر في الشارع التركي
هذا وشهدت إسطنبول وعدد من المدن التركية احتجاجات كبيرة تخللتها مواجهات بين الشرطة والمتظاهرين. واستخدمت قوات الأمن رذاذ الفلفل والغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه، وسط اتهامات باستخدام الرصاص المطاطي كذلك.
وأعلنت ولاية إسطنبول توسيع حظر التظاهرات حتى 26 مارس وفرضت قيودًا على حركة المركبات لمنع المزيد من التوتر.
منصور يافاش: على النظام القانوني التركي أن يخجل
في ذات السياق، انتقد منصور يافاش، رئيس بلدية أنقرة والعضو في حزب الشعب الجمهوري (CHP)، إجراءات اعتقال إمام أوغلو، معبرًا عن “الخجل باسم النظام القانوني التركي”، بسبب تسريب تفاصيل التحقيقات إلى وسائل الإعلام قبل إبلاغ المحامين بها
رد فعل أردوغان
من جانبه، اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المعارضة بمحاولة خلق أجواء من التوتر والفوضى في البلاد، وأكد في خطاب له أن زمن الاحتجاجات واستخدام العنف في الشارع أصبح من الماضي.
في حين أعلن وزير الداخلية علي يرلي قايا اعتقال 343 شخصًا خلال الاحتجاجات التي شهدتها المدن التركية.
ليست المحاكمة الأولى لإمام أوغلو
تجدر الإشارة إلى أن إمام أوغلو واجه قضايا سابقة، من بينها حكم صدر ضده عام 2022 بتهمة إهانة أعضاء المجلس الأعلى للانتخابات، إضافة إلى إلغاء شهادته الجامعية مؤخرًا من قبل إحدى الجامعات بسبب مزاعم عن مخالفات في نقل سجله الدراسي.
ويمثل هذا الاعتقال تطورًا كبيرًا في المشهد السياسي التركي، خصوصًا مع التأييد الشعبي الواسع الذي يحظى به إمام أوغلو بعد فوزه بانتخابات بلدية إسطنبول مرتين