يُعتبر ممر دريك أحد أخطر الممرات البحرية في العالم، حيث يربط بين المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ والمحيط الجنوبي، ويفصل بين الطرف الجنوبي لأمريكا الجنوبية والقارة القطبية الجنوبية.
يتميز هذا الممر بعواصفه العاتية وأمواجه الهائلة، التي قد تصل إلى ارتفاع 25 مترًا، مما يجعله تحديًا كبيرًا للمسافرين والبحارة.
أين يقع ممر دريك؟
يقع ممر دريك جنوب قارة أمريكا الجنوبية، بين رأس هورن في تشيلي وشبه الجزيرة القطبية الجنوبية الغربية.
يبلغ عرضه حوالي 965 كيلومترًا، ما يجعله أضيق نسبيًا مقارنةً بالمحيطات المحيطة به، مما يؤدي إلى تسارع التيارات البحرية والرياح عند عبوره.
تجعل هذه الظاهرة تجعل الممر واحدًا من أكثر المسطحات المائية اضطرابًا في العالم، حيث تؤدي الرياح القوية القادمة من الغرب إلى تكوين أمواجٍ ضخمة تُعرف بـ”هزة دريك”، والتي تجعل عبور الممر تجربة صعبة حتى على السفن الحديثة.
الرياح العاتية وتأثيرها على المناخ
يشكّل ممر دريك “بوتقة انصهار” لتيارات المحيطات الثلاثة التي يربط بينها، ما يجعله عاملًا رئيسيًا في تنظيم مناخ القارة القطبية الجنوبية.
عندما فُتح هذا الممر قبل حوالي 49 إلى 17 مليون سنة، تسبب في تبريدٍ كبيرٍ للقارة، حيث عزز نمو الصفائح الجليدية الضخمة، كما أن الرياح القوية التي تمر عبر الممر تمنع الهواء الدافئ القادم من الشمال من الوصول إلى القارة القطبية الجنوبية، مما يساعد على الحفاظ على برودة مناخها.
دور ممر دريك في امتصاص الكربون
لا يقتصر تأثير ممر دريك على كونه ممرًا بحريًا خطيرًا فحسب، بل يلعب أيضًا دورًا بيئيًا مهمًا في امتصاص الكربون من الغلاف الجوي.
تُظهر الأبحاث أن المياه المضطربة في الممر تساهم في سحب كميات كبيرة من الكربون إلى أعماق المحيط، أكثر من أي منطقة أخرى في العالم.
وبما أن المحيطات تمتص حوالي 30% من انبعاثات الكربون السنوية، فإن هذا يجعل ممر دريك جزءًا أساسيًا من النظام البيئي العالمي.
التحديات التي تواجه الممر في ظل تغير المناخ
على الرغم من الدور الكبير الذي يلعبه ممر دريك في استقرار مناخ القارة القطبية الجنوبية، فإن التغيرات المناخية قد تؤثر على هذا النظام الحيوي، حيث إن ارتفاع درجات الحرارة العالمية قد يؤدي إلى تعطيل التيارات والرياح التي تمر عبر الممر، مما قد يساهم في ذوبان الجليد في القارة القطبية الجنوبية بشكل أسرع من المتوقع.
ممر دريك.. بين التحديات والأهمية البيئية
يظل ممر دريك أحد أكثر الممرات البحرية إثارةً للرعب بين البحارة، ولكنه في الوقت نفسه عنصر أساسي في الحفاظ على توازن المناخ العالمي، فعلى الرغم من قسوته وخطورته، إلا أنه يلعب دورًا محوريًا في تنظيم تيارات المحيطات وامتصاص الكربون، مما يجعله جزءًا لا يتجزأ من النظام البيئي لكوكب الأرض.
يمكنك أن تقرأ أيضًا:
ما هي أقدم بحيرة على وجه الأرض؟
هل يستفيد الكوكب حقًا من ساعة الأرض؟
الديناصورات.. معلومات عن الكائنات التي جابت الأرض منذ 66 مليون سنة