في لفتة إنسانية جميلة، سيدة أمريكية لُقبت بـ”أم السعوديين” بعد أن استضافت أكثر من 50 مبتعثًا ومبتعثة بمنزلها في ولاية كاليفورنيا. هذه السيدة هي بردجيت ميلي، التي جعلت من طعامها وكرمها وأسلوبها الفريد من نوعه ملاذًا للكثير من الطلاب السعوديين الذين كانوا في بداية مشوارهم الأكاديمي في الخارج.
ومؤخراً، قررت بردجيت زيارة المملكة العربية السعودية للمرة الأولى لتلتقي مع من تعتبرهم “أبناءها” في المملكة، بعد أن تلقت دعوة من أحد الطلاب السعوديين الذين استضافتهم في منزلها. ومن خلال هذه الزيارة، نجد أنها ترتبط بشكل خاص بعيد الأم، الذي يحتفل به في المملكة في شهر مارس.
“أمي” للمئات حول العالم
تقول السيدة بردجيت: “ليس لدي أبناء بالولادة، لكن لدي المئات من الأبناء الذين ينادونني “أمي” من كافة أنحاء العالم، والكثير منهم في السعودية”. لم تكن هذه الزيارة مجرد رحلة، بل كانت فرصة للقاء “أبنائها” الذين كانوا يتوقون للقائها بعد سنوات من العيش بعيدًا عن الأهل.
بردجيت لم تقتصر على زيارة الطلاب السعوديين في أمريكا فقط، بل طافت معهم بأرجاء الولايات المتحدة الأمريكية، مستمتعة بالتعرف على ثقافاتهم وحكاياتهم. الآن، وبعد أن زارت السعودية، شعرت بردجيت بشعور غريب: “استغربت حين وصلت إلى السعودية، فشعرت بأنها مألوفة”، لتردد “كأنني زرتها من قبل.. يا للغرابة!”.
تجربة جديدة في السعودية
كما أن بردجيت لم تكتفِ بالالتقاء بالطلاب السعوديين، بل التقت بأسرهم في مدن متعددة، متأثرة بتفاصيل الحياة اليومية في السعودية. تقول: “لقد أحببت طباعهم، وحكاياتهم، ومأكولاتهم”. ومن خلال هذه اللقاءات، أدركت بردجيت أن الأسرة ليست فقط من خلال الدم، بل هي روح الانتماء والتواصل.
حب الطعام العربي
من الأشياء التي شدت بردجيت في زيارتها للسعودية كان الطعام العربي. هي تقول: “أحب الطبخ، خاصة الأكل العربي، فكنت سعيدة لتذوق الطعام هنا، الطعام لذيذ، يتم تقديمه بكميات كبيرة، لكنه لذيذ”. هذه الكلمات تعكس علاقة خاصة تجمع بين الطعام والمشاعر، وهي علاقة تربط الناس بكل تفاصيل حياتهم.
انسجام سريع مع العائلة
كما عبّر أحد الطلاب السعوديين، محمد المبتعث، الذي استضافته السيدة الأمريكية في منزلها، عن شعوره بأن بردجيت انسجمت مع العائلة بسرعة، وقال: “انسجامها مع العائلة سريع، لأنها تحب أن تتعرف على أشياء جديدة، فدخلت مع أهلي وكأنها تعرفهم من زمان”.
عيد الأم وعلاقة بردجيت بالسعوديين
في عيد الأم، تبرز قصة بردجيت ميلي كواحدة من أروع قصص التواصل البشري. في هذا اليوم الذي يكرم الأمهات ويعزز الروابط الأسرية، نجد أن السيدة الأمريكية قد قدمت للعالم درسًا في حب الإنسانية وتبادل الثقافات. هي ليست أمًا بيولوجية لأحد، لكنها أم للكثيرين في العالم، وقد تبنت روح الأمومة مع الطلاب الذين احتاجوا إلى دفء العائلة وحبها أثناء دراستهم في الخارج.
خاتمة
ربما لا تقتصر الأمومة على من يلدون الأبناء، بل هي روح مستمرة من الحب والعطاء. تظل بردجيت ميلي رمزًا من خلال ما قدمته من حُب ورعاية لطلابها. لقد أثبتت أن الأم يمكن أن تكون أكثر من مجرد علاقة بيولوجية، بل هي علاقة من القلب، تتيح للإنسان أن يكون داعمًا وسندًا في كل مكان. ومع كل زيارة، تثبت بردجيت ميلي أن عيد الأم ليس فقط للأمهات البيولوجيات، بل لكل من يمنح الحب والدعم بلا حدود.