كشفت دراسات علمية حديثة أن دهون البطن قد يكون لها تأثير مباشر على قوة الذاكرة، مما يعزز القلق بشأن تأثير الدهون الزائدة على صحة الدماغ مع تقدم العمر.
وأظهرت الأبحاث أن زيادة نسبة الدهون في منطقة البطن يمكن أن تؤدي إلى تراجع القدرات العقلية، ما قد يعزز فرص الإصابة بأمراض التنكس العصبي مثل الزهايمر.
نشرت مجلة “Jama Open Network” دراسة تفيد بأن الحفاظ على الوزن الصحي وتجنب تراكم دهون البطن يمكن أن يساعد في تحسين قوة الذاكرة والحفاظ على وظائف الدماغ الإدراكية.
وشارك في هذه الدراسة باحثون من جامعات لايبزيج الألمانية، أوكسفورد البريطانية، ومونبيليه الفرنسية، حيث قاموا بتحليل بيانات مجموعتين من البالغين لمتابعة تأثير الدهون على صحة الدماغ.
تمت دراسة المجموعة الأولى، والتي تضمنت أكثر من 500 شخص، على مدى ثلاثين عامًا لمراقبة عاداتهم الغذائية، في حين خضعت المجموعة الثانية، التي شملت 660 شخصًا، للتصوير بالرنين المغناطيسي واختبارات لقياس قوة الذاكرة عند بلوغهم 70 عامًا.
وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين اتبعوا نظامًا غذائيًا صحيًا منذ منتصف العمر تمكنوا من الحفاظ على وظائف منطقة الحصين في الدماغ، وهي المسؤولة عن تكوين الذكريات، وسلامة المادة البيضاء التي تعزز التركيز وحل المشكلات.
تشير دراسة أجرتها جامعة روتجرز الصحية إلى أن تأثير الدهون في منطقة البطن على صحة الدماغ يكون أكثر وضوحًا لدى الرجال في منتصف العمر الذين لديهم استعداد وراثي للإصابة بمرض الزهايمر.
وأوضحت الدراسة، التي نُشرت في مجلة “Obesity”، أن تراكم الدهون في البنكرياس والكبد، إضافة إلى دهون البطن، يرتبط بانخفاض قوة الذاكرة وحجم الدماغ.
ووفقًا للباحثين، فإن هذه النتائج تؤكد أهمية البحث في العلاقة بين مخازن الدهون وصحة الدماغ، خاصة في ظل اختلاف التأثيرات بين الرجال والنساء.
كما تسلط الدراسة الضوء على أهمية التمييز بين الدهون الحشوية ومؤشر كتلة الجسم “BMI”، حيث أثبتت الأبحاث أن دهون الأعضاء الداخلية تؤثر على الإدراك بشكل أكبر من الوزن الإجمالي.
يوصي الخبراء بضرورة التحكم في دهون البطن من خلال اتباع نظام غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضية، حيث إن تقليل نسبة الدهون الحشوية يمكن أن يعزز قوة الذاكرة ويحسن الأداء الإدراكي.
كما تشير الدراسات إلى أن الالتزام بتناول الأطعمة الغنية بالمغذيات المفيدة خلال المرحلة العمرية بين 48 و70 عامًا يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بأمراض الدماغ المرتبطة بالعمر.
تشير هذه الدراسات إلى ضرورة إعادة النظر في معايير تقييم السمنة، حيث أثبتت أن الدهون الحشوية وليس مؤشر كتلة الجسم التقليدي هي العامل الرئيسي في تحديد المخاطر الصحية المتعلقة بالدماغ.
ويفتح هذا الاكتشاف المجال أمام استراتيجيات جديدة لمكافحة تأثير الدهون على قوة الذاكرة، بما في ذلك أساليب التغذية المتخصصة والبرامج الوقائية المبنية على الفروق بين الجنسين.
يمكنك أن تقرأ أيضًا:
8 أعشاب قد تحسن صحة الغدة الدرقية
احذر الوقوف طويلاً في العمل.. قد يؤثر على صحة القلب
سر جديد عن «فيتامين د» قد يساعد في خفض ضغط الدم وتحسين صحة القلب
