شهد مؤشر عدم اليقين في السياسة الاقتصادية العالمية ارتفاعًا حادًا ليصل إلى 428.9 نقطة في يناير، وهو مستوى يقترب من أعلى مستوياته خلال جائحة كوفيد-19.
يُعد هذا المؤشر أداة رئيسية لقياس السياسة الاقتصادية العالمية، حيث يتتبع تأثير الأزمات التجارية والقرارات الاقتصادية على الأسواق العالمية منذ عام 1997.
تعكس هذه الزيادة تزايد المخاوف حول مستقبل السياسة الاقتصادية العالمية، حيث تؤدي النزاعات التجارية بين القوى الكبرى إلى حالة من عدم اليقين تؤثر بشكل مباشر على سلاسل التوريد والأسواق المالية.
وتشير التوقعات إلى أن هذه الحالة ستؤدي إلى ارتفاع أسعار مجموعة واسعة من السلع الاستهلاكية، من المنتجات الغذائية إلى السيارات.
الحروب التجارية والسياسة الاقتصادية العالمية
من بين العوامل الرئيسية التي أدت إلى هذا التصاعد في مؤشر عدم اليقين، تأتي التعريفات الجمركية التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على عدة دول، والتي تسببت في إعادة تشكيل سلاسل التوريد العالمية. كما ردّت كندا والاتحاد الأوروبي بفرض تعريفات مضادة، مما زاد حالة عدم اليقين في الأسواق.
وعلى سبيل المثال، فرض الاتحاد الأوروبي رسومًا جمركية بنسبة 50% على الويسكي الأمريكي، في حين هددت الولايات المتحدة بفرض تعريفات تصل إلى 200% على المشروبات الكحولية الأوروبية.
من جانبها، تستعد كندا لفرض رسوم جمركية جديدة على الصادرات الأمريكية بعد فرض ضرائب بنسبة 25% على واردات الصلب والألومنيوم، وهو ما قد يزيد من التوترات التجارية، ويعزز الأزمة الاقتصادية العالمية.
تداعيات اقتصادية عالمية في ظل التوترات التجارية
مع تصاعد التوترات، بدأت الشركات الكبرى في البحث عن بدائل جديدة للأسواق الخارجية. فقد شهدت صناعة السيارات الألمانية تحولًا نحو أسواق آسيا وأمريكا الجنوبية بسبب التحديات المستمرة في السوق الأمريكية.
وفي السياق ذاته، تشير التقديرات إلى أن فرض رسوم جمركية شاملة بنسبة 25% على واردات السيارات من كندا والمكسيك قد يؤدي إلى زيادة أسعار سيارات الدفع الرباعي المجمعة في أمريكا الشمالية بمقدار 9,000 دولار.
هل يستمر تصاعد عدم اليقين؟
تعكس هذه التطورات حقيقة أن السياسة الاقتصادية العالمية أصبحت أكثر تعقيدًا من أي وقت مضى.
ومع استمرار النزاعات التجارية، من المتوقع أن تظل مستويات عدم اليقين مرتفعة، مما يؤثر على قرارات المستثمرين والشركات.
وبينما تحاول الدول التكيف مع هذه البيئة المتغيرة، تظل الأزمة الاقتصادية المرتبطة بالتجارة العالمية أحد أكبر التحديات التي تواجه الأسواق في المستقبل القريب.
يمكنك أن تقرأ أيضًا:
إنفوجرافيك| توقعات بارتفاع أسعار الذهب لمستويات قياسية