كشف وزير الإعلام، سلمان الدوسري، عن طريقة تعامل وزارة الإعلام مع المحتوى الإعلامي الهابط أو المخالف، سواء عبر شاشة التليفزيون أو في فضاء الإنترنت.
وقال سلمان الدوسري خلال استضافته في برنامج “ليوان المديفر” على قناة “روتانا خليجية” إن المنظومة الإعلامية تتعامل مع المحتوى الهابط ولكن في حدود، مشيرًا إلى أن المجتمع متنوع وهناك تفاوت في الحكم على المحتوى المخالف. وتابع: “أحيانًا يأتيني محتوى تغريدة أو فيديو يستفزني، فأرسلها إلى الزملاء عندي لاتخاذ إجراء ضدها فيقولوا إنه لا يوجد ما يخالف القانون بها، ويمكن أن يكون المحتوى بالنسبة لي مخالفًا ولكنه في الحقيقة في المساحة الواقعة بين القانوني والمخالف”.
واستكمل سلمان الدوسري: “وهذا يجعلنا نستوعب حقيقة التباينات بين أنواع المحتوى المختلفة، ولذلك نحن نضبط المشهد ولا نتحكم فيه، كما أنه لدينا خط فاصل ليسمح بضمان الحريات في ضوء القوانين والأنظمة، والذي يشمل مكافحة الممارسات السلبية”. وأشار إلى هناك 3 أنواع من المحتوى ومنها الإيجابي الذي يعزز الهوية الوطنية والقيم المجتمعية والدولة تدعم هذا النوع، ثم هناك النوع الثاني من المحتوى وهو المقبول اجتماعيًا أي أنه ليس بمتميز أو مسيء، وهو المحتوى الغالب يمكن بنسبة 90%، أما المحتوى الثالث هو المحتوى المخالف وهو الذي تنظمه التشريعات والقوانين التي لا تقبل به.
واستكمل وزير الإعلام سلمان الدوسري: “في بعض الأوقات تظهر مظاهر الثراء الزائف في مواقع التواصل الاجتماعي وهنا نقف موقف واضح جدًا ضدها لأنه أمر غير مقبول”، مؤكدًا أن المجتمع أيضًا لديه دور في مواجهة هذا النوع من المحتوى من خلال رفض متابعته، ورد فعله هو أفضل عقوبة وليس الجهات الإعلامية لأن الجمهور هو من ساعد هؤلاء على الشهرة بالأساس”.
كيف يتعامل معالي وزير الإعلام سلمان الدوسري مع المحتوى الهابط الذي يستفزه؟#سلمان_الدوسري_في_ليوان_المديفر pic.twitter.com/AHzD4177oZ
— الليوان (@almodifershow) March 16, 2025
حرية الإعلام.. النموذج الأفضل
قال سلمان الدوسري النموذج الحالي في المملكة هو أفضل نموذج في حرية الإعلام، والحكومة غيّرت الرقابة لتكون ذاتية فكل إعلامي يعرف مصالح الدولة والحساسيات ويستطيع أن يتفاداها، وكذلك المؤسسات الإعلامية لديها القدرة على معرفة المصلحة. مضيفًا: “اليوم المملكة لديها مستوى مرتفع من الحريات الإعلامية مقارنة بدول الإقليم، وهذا لم يأت من مراقبة وزارة الإعلام أو منحها توجيهات ولكنها تعطي توجهات عامة لطريقة العمل”، مؤكدًا في نفس الوقت أن المدح الزائف غير مقبول وغير مطلوب ولي العهد السعودي لا يقبل بذلك”.
وفيما يتعلق باختلاف شعور الإعلامي بحجم الحرية عند مناقشة نفس القضية أكثر من مرة، أوضح الدوسري أنه أحيانًا يكون التوقيت غير مناسب عند مناقشة بعض القضايا، قائلًا “يجب أن يكون لدينا حربة مسؤولية في بعض القضايا التي تتعلق بالأوضاع الإقليمية والدول الشقيقة”.
معالي وزير الإعلام سلمان الدوسري: النموذج الحالي لدينا هو أفضل نموذج في حرية الإعلام، ونحن نعطي توجهات عامة وليست توجيهات.. والمدح الزائف غير مقبول وغير مطلوب.#سلمان_الدوسري_في_ليوان_المديفر pic.twitter.com/PZaV7c5eEQ
— الليوان (@almodifershow) March 16, 2025
أداء قطاع الإعلام
قال سلمان الدوسري إن الإعلام السعودي هو الأقوى عربيًا، مضيفًا: “الإعلام الوطني واقتصاديات الإعلام” هما ركائز الإعلام السعودي، ونستهدف رفع النسبة الحالية لمساهمة الإعلام في الناتج المحلي إلى 150% بحلول 2030″. وتابع: “الفاقد الإعلاني لدى المملكة حوالي 90% يذهب خارج السعودية، والمستهدف هو توطين هذه الصناعة، مشيرًا إلى أن الوزارة تستهدف الوصول إلى 150 ألف وظيفة في قطاع الإعلام بحلول 2030.
وعن أكبر التحديات أمام قطاع الإعلام، قال الدوسري: “مواكبة التقنيات الحديثة هو أكبر تحد أمام الإعلام، والمحتوى الإيجابي لدينا أكثر من المحتوى السلبي أو الهابط، والإعلام الجديد ضمن الإعلام الوطني”. ولفت إلى أن مشروعات الرؤية من أهم أذرع المملكة الإعلامية لمخاطبة العالم، مؤكدًا أن رسائل الحكومة للناس هي أن المواطن يأتي أولاً مهما كانت الظروف والتحديات، وأن التنمية لن تنجح بدون شراكة مع المواطن، وأن صوت المواطن يصل وحقوقه مكفولة.
مستقبل الإعلام
قال وزير الإعلام سلمان الدوسري: “النموذج القادم في الإعلام غير واضح؛ لكن الواضح أن الكل يجب أن يكون مستعدًا لهذه التغيرات، ونحن نعمل أن يكون لدينا المرونة والسرعة للتعامل مع القادم”، مضيفًا: “لا يقلقني موت الصحافة الورقية؛ ولكن يقلقني موت الصحفي”. وتابع: “الصحفي الجيد هو من يثير الأسئلة المشروعة ويطرح الإجابات، وليس مطلوبًا منه أن يثير الإعجاب أو يثير الغُبار، وإذا كان ذلك هدفه فلن يصل”.
اقرأ أيضًا:
إنفوجرافيك| 150 ألف وظيفة في قطاع الإعلام بحلول 2030