توفر الطبيعة أحد أهم الأصول العالمية، حيث تمنحنا الهواء النظيف، والمياه العذبة، والتنوع البيولوجي الذي يدعم الاقتصادات وسبل العيش. ومع ذلك، يبقى السؤال: هل الاستثمارات الحالية في حماية الطبيعة وترميمها كافية لتلبية الاحتياجات المتزايدة؟
وفقًا لتحليل Zero Carbon Analytics، المستند إلى بيانات BloombergNEF، لا تزال هناك فجوة كبيرة بين التمويل المطلوب للحفاظ على النظم البيئية والتمويل الفعلي المتاح حاليًا.
مليارات الدولارات لحماية الطبيعة
تتوزع الاستثمارات المطلوبة في الطبيعة على عدة مجالات، بدءًا من المناطق المحمية وصولًا إلى المناطق الإنتاجية مثل الأراضي الزراعية والمراعي.
المناطق المحمية، وهي أراضٍ أو مسطحات مائية مخصصة للحفاظ على التنوع البيولوجي، تحتاج إلى 229 مليار دولار سنويًا لضمان استدامة جهود الحماية.
المناطق الإنتاجية، مثل الأراضي الزراعية، ومصايد الأسماك، والمراعي، تحتاج إلى 753 مليار دولار سنويًا للتحول إلى ممارسات أكثر استدامة.
استعادة النظم البيئية ومكافحة الأنواع الغازية تتطلب ما يقارب 100 مليار دولار سنويًا.
المناطق الحضرية بحاجة إلى استثمارات إضافية تصل إلى 87 مليار دولار سنويًا لدعم التحول البيئي في المدن.
فجوة تمويلية ضخمة تهدد الطبيعة
تشير التقديرات إلى أن إجمالي الفجوة التمويلية لحماية الطبيعة يصل إلى 942 مليار دولار سنويًا، بينما تبلغ النفقات السنوية التي تضر بالبيئة حوالي 7 تريليونات دولار، وفقًا لتقرير صادر عن الأمم المتحدة.
تمويل الطبيعة.. هل يكفي لسد الفجوة؟
رغم الحاجة الماسة إلى التمويل، لا تزال الاستثمارات العالمية في التنوع البيولوجي أقل بكثير مما هو مطلوب.
وتظهر الفجوة التمويلية بشكل خاص في مجالات مثل الزراعة المستدامة والحفاظ على النظم البيئية البحرية، حيث لا يتجاوز التمويل نسبة صغيرة من الاحتياجات الفعلية.
ومع ذلك، شهد العالم تقدمًا في السنوات الأخيرة، حيث تم التوصل إلى اتفاقات دولية تهدف إلى تقليل الفجوة التمويلية.
ففي قمة التنوع البيولوجي COP16 التي عُقدت في فبراير 2025، تبنت الحكومات أول استراتيجية عالمية لتمويل التنوع البيولوجي، بهدف تقليص العجز السنوي البالغ 700 مليار دولار عبر تعزيز الاستثمارات، وإصلاح سياسات الدعم الحكومي، وتطوير آليات مالية أقوى.
الحاجة إلى تمويل عاجل
على الرغم من هذه الجهود، لا تزال هناك حاجة ملحة لزيادة التمويل للحفاظ على النظم البيئية، ومنع مزيد من التدهور في الموارد الطبيعية.
بدون اتخاذ إجراءات فعالة وسريعة، سيواجه العالم أضرارًا بيئية واقتصادية غير مسبوقة بسبب فقدان التنوع البيولوجي.