تحتفل المملكة في 11 مارس من كل عام بيوم العلم السعودي، تخليدًا لذكرى قرار اعتماد الملك عبد العزيز آل سعود لشكل العلم الحالي التي تعكس الهوية الوطنية للمملكة ويُعد رمزًا وطنيًا للسيادة والقوة.
وعلى مدار التاريخ كان للأعلام أهمية خاصة في الكثير من الدول، إذ كان له قيمة ودلالات مهمة في الحروب والسلم حتى لو اختلفت المسميات بين الراية واللواء والبند والنُصب وغيرها، ولكنهم جميعًا عكسوا دلالة عامة وهي الوحدة الوطنية التي كان يعرفها المتعلم وغير المتعلم بمجرد رؤيته. وفي عام 2014، دخلت سارية العلم السعودي في جدة موسوعة غينيس للأرقام القياسية العالمية باعتبارها أطول سارية علم في العالم، بارتفاع قدره 172 مترًا.
تاريخ العلم السعودي.. البداية من هنا
بدأ الاهتمام بعلم السعودية منذ عهد المؤسس الأول الإمام محمد بن سعود (1139ـ 1179هـ/1727- 1765م)، وأخذ يتطور في السنوات اللاحقة وصولًا إلى التغييرات التي أُجريت عليه في عهد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن (1319 – 1373هـ/ 1902 – 1953م). وتم رفع أول راية في تاريخ المملكة في عهد الإمام محمد بن سعود عام 1139هـ/1727م، عندما تولى حكم الدرعية، ومنذ ذلك الحين اكتسب العلم الكثير من الأهمية والقيمة إذ كان رمزًا للتوحيد والسلام ويعكس مفهوم الدولة والعمق التاريخي للمملكة ومبادئها من الشموخ والعزة وغيرها.
وخارج المملكة، يحتفظ علم السعودية بمكانة كبيرة بين دول العالم الإسلامي، لما له من دلالة دينية ولأنه رمز وطني لدولة تقوم على شؤون العالم الإسلامي أجمع، كما أنه يمتلك مكانة كبيرة بين دول العالم باعتباره رمزًا للمملكة التي تقوم بأدوار مهمة على المستوى السياسي والإنساني.
رمزية علم السعودية
تم اختيار اللون الأخضر السائد في العلم السعودي ليكون رمزًا للنماء والخضرة، لتعكس الخير الموجود على أرض السعودية، أما الشهادة التي تتوسط العلم فهي تأكيد على وحدانية الله وأن النبي محمد هو خاتم الأنبياء والمرسلين، فيما يرمز السيف إلى العدل. وكانت دلالات تصميم العلم السعودي ورمزيته محتوى الكثير من الأدبيات، وأبرزها القصائد الحماسية التي يتم التغني بها في المناسبات والاحتفالات الوطنية، كما كان حاضرًا في الشعر الذي كان يوثق كفاح الأجداد واتحادهم تحت راية المملكة.
ويمتلك العلم السعودي عدة خصائص تميزه عن باقي أعلام الدول ومن أبرزها: عدم تنكسيه أبدًا في أي مناسبة حزينة بخلاف الأعلام الوطنية الأخرى، ويرفع شعار التوحيد، يثبت رمز السيفين والنخلة، كما أنه لا يلف على جثث الموتى من الملوك والقادة. ويُحظر ميل العلم السعودي عند زيارة كبار الضيوف، كما أنه في حالة الاضطرار إلى تنكسيه يتم رفع علم باللون الأخضر دون شعار التوحيد في منتصف الساري حتى تمر المناسبة، كما أنه يُحظر استخدامه كرمز دعائي أو لغرض تجاري.
مراحل تطور علم السعودية
على مدار تاريخ المملكة منذ الدولة السعودية الأولى في عهد الإمام محمد بن سعود بن محمد بن مقرن وحتى اعتماد يوم العلم السعودي، تطور شكل علم السعودية واختلف من حيث التصميم والصناعة والأنظمة واللوائح التنفيذية الخاصة به، وفيما يلي أبرز تلك المراحل:
- 1139هـ/1727.. راية خضراء ذات جانب أبيض وفي المنتصف عبارة “لا إله إلا الله محمد رسول الله”.
- 1319هـ/1902م.. تمت إضافة سيفين متقاطعين إلى العلم، إلى جانب سيف آخر فوق شهادة التوحيد.
- 1344هـ/1926م.. الملك عبد العزيز يصدر أمرًا بإعادة تصميم العلم.
- 1355هـ/1937م.. اعتمد الملك عبدالعزيز قرار مجلس الشورى رقم (50) بشأن العلم السعودي، حيث شمل تخصيص علم الملك وعلم ولي العهد وعلم الجيش والطيران والعلم الداخلي والعلم البحري السعودي الملكي والعلم البحري التجاري.
- 1371هـ/1952م.. اعتماد جميع الأشكال والقياسات للعلم الوطني.
- 1393هـ/1973م.. صدور نظام العلم الوطني.
- 1444هـ/2023م.. بأمر ملكي تم اعتماد يوم 11 مارس يوم العلم السعودي من كل عام.
عقوبة إهانة العلم السعودي
يضمن نظام العلم للمملكة الحفاظ على هيبة العلم وقيمته من خلال مجموعة من العقوبات تُطبق على أي شخص يتعامل مع العلم بشكل غير لائق. إذ تنص المادة عشرون من النظام على عقوبة بالحبس لمدة لا تتجاوز سنة وغرامة لا تزيد عن 3 آلاف ريال أو بالعقوبتين معًا، لكل من أهان العلم السعودي. وتشمل مظاهر تلك الإهانة وفق المادة: “كُل من أسقط أو أعدم أو أهان بأية طريقة كانت العَلَم الوطني أو العَلَم الملكي أو أي شعار آخر للمملكة العربية السعودية أو لإحدى الدول الأجنبية الصديقة كراهة أو احتِقاراً لسُلطة الحكومة أو لتلك الدول، وكان ذلك علناً أو في محل عام أو في محل مفتوح للجمهور”.
اقرأ أيضًا:
لنتذكر معًا.. حين زار العلم السعودي القمر في أول رحلة للإنسان
