تكثف الدول الأوروبية جهودها لتعزيز الدعم العسكري لأوكرانيا بعد تعليق الولايات المتحدة مساعداتها، مما أثار مخاوف بشأن مستقبل التزام واشنطن تجاه كييف وحلف شمال الأطلسي.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، في اجتماع استثنائي للمجلس الأوروبي، إن أوروبا تواجه “لحظة فارقة”، مشددة على ضرورة أن تتمكن القارة من الدفاع عن نفسها ودعم أوكرانيا لضمان سلام عادل ودائم.
واجتمع القادة لمناقشة أمن القارة ودورها في مواجهة العدوان الروسي، في ظل قرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بتجميد المساعدات العسكرية لكييف.
كيف ستعوض أوروبا تراجع الدعم الأمريكي؟
ووفقًا لمؤشر دعم أوكرانيا الصادر عن معهد كيل للاقتصاد العالمي، خصصت دول الاتحاد الأوروبي 53.8 مليار دولار من المساعدات العسكرية لأوكرانيا بين 24 يناير 2022 و31 ديسمبر 2024، وهو ما يمثل 39% من إجمالي المساعدات العسكرية التي تلقتها كييف خلال تلك الفترة.
ومع ذلك، ما تزال هذه المساهمة أقل بنحو 15 مليار دولار من المساعدات التي قدمتها الولايات المتحدة. وإذا أوقفت واشنطن دعمها بشكل دائم، فستحتاج أوروبا إلى مضاعفة استثماراتها الدفاعية لسد هذه الفجوة.
ما موقف الاتحاد الأوروبي من مفاوضات السلام؟
أصدر المجلس الأوروبي بيانًا مشتركًا وقّعه 26 من أصل 27 زعيمًا أوروبيًا، باستثناء المجر، شدد فيه على ضرورة أن يكون لأوكرانيا وأوروبا دور أساسي في أي مفاوضات سلام مستقبلية.
وقال البيان، إن أي اتفاق يجب أن يحترم استقلال أوكرانيا وسيادتها وسلامة أراضيها، وهي نقطة قد تصبح محور خلاف، لا سيما بعد تصريح ترامب بأن أوكرانيا قد تضطر للتنازل عن بعض أراضيها لصالح روسيا.
ما تأثير هذه المستجدات على الأمن الأوروبي؟
مع تزايد التحديات الأمنية، تعمل الحكومات الأوروبية على تعزيز قدراتها الدفاعية، حيث تعد ألمانيا من أكبر المساهمين في المساعدات العسكرية لأوكرانيا بمبلغ 13.6 مليار دولار، تليها الدنمارك بـ 8.1 مليار دولار، ثم هولندا وفرنسا والسويد بمساهمات متفاوتة.
هذه الجهود تعكس إدراكًا متزايدًا في أوروبا بضرورة الاستقلالية في تأمين أمنها القومي بعيدًا عن الاعتماد المفرط على الولايات المتحدة.
هل يعيد الاتحاد الأوروبي تشكيل دوره الدفاعي؟
أصبح من الواضح أن أوروبا أمام اختبار حقيقي لتحديد مدى قدرتها على لعب دور أكثر استقلالية على الساحة الدولية. فمع احتمالية انسحاب واشنطن من المشهد، يواجه الاتحاد الأوروبي تحديًا في تعزيز التعاون الدفاعي بين دوله، وضمان استمرار الدعم لأوكرانيا، مع الحفاظ على استقرار القارة.