أعلنت القمة العربية الطارئة، التي انعقدت في العاصمة الإدارية الجديدة في مصر، اليوم الثلاثاء، اعتماد خطة شاملة لإعادة إعمار وتنمية قطاع غزة، وسط رفض عربي قاطع لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم.
وترأس القمة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي أعلن أن هذه الخطة جاءت استجابة للأزمة الإنسانية الحادة التي يعاني منها القطاع، وتستند إلى دراسات أجراها البنك الدولي والصندوق الإنمائي للأمم المتحدة.
وشدد البيان الختامي الصادر عن القمة، الذي حمل اسم «بيان القاهرة»، على ضرورة تقديم المجتمع الدولي ومؤسسات التمويل الدولية الدعم اللازم للخطة، لضمان إعادة تأهيل قطاع غزة في أسرع وقت ممكن.
كما أُعلن عن عقد مؤتمر دولي في القاهرة قريبًا، بمشاركة دولة فلسطين والأمم المتحدة، لمناقشة آليات تنفيذ مشاريع التعافي وإعادة الإعمار.
لماذا يُعد إعمار غزة أولوية عربية؟
تأتي هذه القرارات في ظل تصاعد الأزمة الإنسانية في غزة، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء والدواء والمياه، فضلًا عن الدمار واسع النطاق للبنية التحتية بسبب العدوان الإسرائيلي المستمر.
كما أثار تصاعد الحديث عن تهجير سكان القطاع قلقًا عربيًا ودوليًا، مما استدعى اتخاذ موقف موحد لمنع أي تغيير ديموغرافي قسري.
وقال الرئيس المصري، خلال كلمته، إن إعادة إعمار غزة ليست مجرد مسألة مساعدات طارئة، بل ضرورة إنسانية وسياسية تضمن بقاء الفلسطينيين في أراضيهم. كما أعلن أن مصر ستستضيف مؤتمرًا دوليًا الشهر المقبل لمناقشة تفاصيل تنفيذ خطة إعادة الإعمار.
كيف تفاعلت الدول العربية مع القضية؟
شهدت القمة مواقف حازمة من القادة العرب، حيث شدد ملك الأردن عبد الله الثاني على رفض بلاده القاطع لعمليات التهجير القسري، داعيًا إلى وضع تصور واضح لإدارة غزة وربطها إداريًا بالضفة الغربية لضمان وحدة الأراضي الفلسطينية.
بدوره، عرض الرئيس الفلسطيني محمود عباس رؤية تتضمن تولي دولة فلسطين مسؤولياتها في القطاع، مع إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية بالتنسيق مع مصر والأردن.
أما وزير الخارجية، الأمير فيصل بن فرحان، فأكد دعم المملكة للخطة المصرية، مشددًا على ضرورة منع أي محاولات لتغيير التركيبة السكانية للقطاع. كما أعلن رئيس المجلس الأوروبي استعداد الاتحاد الأوروبي لتقديم الدعم المالي واللوجستي لتنفيذ هذه الخطة.
ما تفاصيل الخطة المصرية لإعمار غزة؟
كشفت مسودة البيان الختامي أن الخطة المصرية ستُنفذ على مدى خمس سنوات، بتكلفة تقدر بـ 53 مليار دولار. وتشمل المرحلة الأولى، التي ستستمر ستة أشهر، إزالة الأنقاض وبناء مساكن مؤقتة، قبل الانتقال إلى بناء 200 ألف وحدة سكنية ومرافق حيوية مثل مطار وميناء تجاري.
وأكدت القمة ضرورة إنشاء صندوق ائتماني يتولى تلقي التعهدات المالية من الدول المانحة، لضمان تنفيذ المشاريع وفقًا لجدول زمني واضح. كما سيتم التنسيق مع المؤسسات الدولية لضمان توفير التمويل اللازم.
كيف تفاعلت الإدارة الأمريكية والأمم المتحدة؟
وجه القادة العرب رسائل مباشرة إلى الولايات المتحدة بشأن القضية الفلسطينية، حيث شدد السيسي على أن وقف إطلاق النار في غزة لم يكن ليتحقق دون التدخل الأمريكي، داعيًا واشنطن إلى دعم جهود إعادة الإعمار وضمان تنفيذ حل الدولتين.
من جهته، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش دعمه للخطة المصرية، مؤكدًا أن الأمم المتحدة ستساهم في جهود إعادة الإعمار، مع ضرورة منع أي تصعيد عسكري جديد قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع.