قبل انتشار وسائل الاتصال الحديثة، كان جهاز “المورس” هو الوسيلة الأساسية للتواصل بين مناطق المملكة العربية السعودية. فمنذ تأسيسها، أولت المملكة اهتمامًا كبيرًا بقطاع الاتصالات، وكان “المورس” أحد الأدوات التي ساعدت في ربط المناطق ونقل الأخبار والبرقيات الرسمية، ولذلك نلقي الضوء في هذا المقال على هذه التقنية.. حتى نصِل ما فات من ماضينا بما استجد في حاضرنا.
دور “المورس” في التواصل داخل المملكة
يعود استخدام جهاز “المورس” في المملكة إلى عهد الملك عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه-، حيث تم إنشاء مكاتب اللاسلكي في مختلف المناطق، ومنها مكتب اللاسلكي في محافظة العُلا، الذي كان يتبع للإدارة العامة للبرق والبريد في مكة المكرمة. كان الجهاز يعمل عبر مولد كهربائي ويشغله عدد من الموظفين بنظام المناوبة، معتمدًا على إشارات صوتية متقطعة ومحددة لنقل المعلومات.
الاهتمام الملكي بتطوير قطاع الاتصالات
حرص الملك عبدالعزيز على توسيع نطاق استخدام “المورس”، فتم افتتاح المزيد من مراكز البرقيات في مختلف المناطق، كما تم تطوير “الشنطة اللاسلكية” التي كانت تحمل أجهزة “المورس” داخل سيارات مرافقة للملك، مما ساعد على سرعة نقل البرقيات والمعلومات في أي وقت وأي مكان.
دور “المورس” في ترائي هلالي رمضان والعيد
لعب جهاز “المورس” دورًا بارزًا في نقل الأخبار الدينية المهمة، حيث كان يتم ترائي هلال رمضان والعيد في محافظة العُلا، وعند إثباته من قبل شهود عدول لدى قاضي المحكمة، يتم إرسال البرقية فورًا إلى مجلس القضاء الأعلى بمكة المكرمة عبر مركز لاسلكي مكة، ليتم بعد ذلك تعميم الخبر على جميع مناطق المملكة بواسطة “المورس”، فيما كان يُعرف لدى العامة بـ”البرقية”.
أول برقية تاريخية من العُلا
تُعد العُلا واحدة من أولى المناطق التي استخدمت “المورس” لنقل الأخبار الرسمية، حيث تم إرسال أول برقية من العُلا في تاريخ 29 شعبان 1351هـ، أي قبل ما يقارب 94 عامًا، وهو ما يعكس أهمية هذا الجهاز في تاريخ المملكة.
أخيرًا
رغم التطور الكبير في قطاع الاتصالات اليوم، يظل جهاز “المورس” شاهدًا على مرحلة تاريخية مهمة في المملكة، حيث ساهم في تسهيل التواصل ونقل الأخبار الرسمية بطريقة فعالة، مما مهد الطريق أمام الثورة التقنية التي نشهدها اليوم.