يؤدي التنوع البيولوجي دورًا جوهريًا في استقرار النظم البيئية والحفاظ على التوازن الطبيعي، إذ يشمل تفاعل الأنواع مع بعضها البعض، وصحة التربة، وتنظيم الدورات الهيدرولوجية ودرجات الحرارة، إلى جانب وظائف حيوية مثل التلقيح وانتشار البذور.
كما يُعتقد أن التنوع البيولوجي يحمل موارد غير مكتشفة بعد، خاصة في مجال المستحضرات الصيدلانية.
إلا أن هذا التنوع مهدد عالميًا بسبب فقدان الموائل، وانتشار الأنواع الغازية، والممارسات الزراعية الأحادية، والتلوث، والتغير المناخي، مما يدفع المزيد من الأنواع نحو حافة الانقراض، أو ما هو أبعد من ذلك.
ولأن اختفاء الأنواع يؤثر بشكل متتالٍ على النظام البيئي، فإن العالم يواجه خطر الانهيار البيئي في حال استمرار هذا التدهور.
التنوع البيولوجي في الدول
تستأثر بعض الدول بحصص كبيرة من التنوع البيولوجي العالمي، ما يمنحها مسؤولية استثنائية في جهود الحفظ.
البرازيل، على سبيل المثال، تحتضن نحو 13% من إجمالي أنواع الحيوانات والنباتات في العالم، وفقًا لدراسة أجرتها منظمة الغابات المطيرة العالمية.
وتأتي بعدها إندونيسيا، الصين، وكولومبيا في قائمة الدول الأكثر غنى بالتنوع البيولوجي.
ورغم أن حجم الدولة وموقعها الجغرافي، لا سيما في المناطق الاستوائية، يمنحها ميزة في استضافة عدد أكبر من الأنواع، إلا أن دول أمريكا اللاتينية تتصدر القائمة في هذا المجال.
فإلى جانب البرازيل وكولومبيا، تأتي بيرو والمكسيك ضمن أكثر ثماني دول تنوعًا بيولوجيًا، رغم أنها لا تحتل مراكز متقدمة من حيث المساحة الجغرافية، حيث تقع بين المرتبتين 12 و32 عالميًا من حيث امتداد أراضيها البرية والبحرية.
التنوع البيولوجي الأكثر كثافة
عند النظر إلى الدول التي تتركز فيها نسبة عالية من التنوع البيولوجي في مساحات محدودة، تتصدر القائمة دول غير متوقعة.
فمن بين البلدان التي تستضيف ما لا يقل عن 1% من الأنواع الحيوانية والنباتية في العالم، تأتي سنغافورة في المقدمة، مدعومة بمناخها الاستوائي الملائم.
وتليها بروناي المجاورة، بالإضافة إلى إسواتيني، رواندا، وبوروندي في القارة الأفريقية، وجميعها تتمتع بمناخ استوائي داعم للتنوع البيولوجي.
لكن اللافت أن دولًا أوروبية مثل سلوفينيا والجبل الأسود ظهرت أيضًا ضمن القائمة، بفضل مواطنها الطبيعية المتنوعة التي تشمل البيئات الجبلية، المتوسطية، والكهوف، التي توفر موائل فريدة للعديد من الأنواع.
في المقابل، تشتهر بوتان، التي تحتل المرتبة الثامنة عالميًا، بتنوعها البيولوجي الغني، حيث تعد موطنًا لعدد هائل من أنواع الطيور والنباتات المتوطنة، خاصة في المناطق الجبلية من الهيمالايا، ما يجعلها واحدة من أبرز الدول في العالم من حيث كثافة التنوع البيولوجي مقارنة بمساحتها الجغرافية.
خطر يهدد التوازن البيئي العالمي
مع تزايد الضغوط البيئية الناتجة عن الأنشطة البشرية والتغير المناخي، تبرز الحاجة الملحة إلى جهود عالمية منسقة للحفاظ على التنوع البيولوجي، ليس فقط لحماية الأنواع المهددة، بل لضمان استمرارية النظم البيئية التي يعتمد عليها كوكب الأرض بأسره.