أعرب رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي المنتهية ولايته، هرتسي هاليفي، عن قلقه من التطورات العسكرية في مصر، التي قال إنها لا تمثل تهديدًا مباشرًا في الوقت الحالي لكنها قد تتحول إلى خطر بين لحظة وأخرى.
وأوضح هاليفي، خلال حديثه أمام خريجي دورة ضباط بمدينة حولون، إن الجيش المصري يمتلك ترسانة عسكرية متطورة تتضمن طائرات متقدمة، وغواصات، صواريخ، بالإضافة إلى عدد كبير من الدبابات وقوات المشاة.
وتأتي تصريحات وزير الأركان، الذي من المقرر أن يسلم مهام منصبه رسميًا خلال أيام لخلفه إيال زامير، في ظل تزايد التقارير حول التعزيزات العسكرية المصرية قرب الحدود مع إسرائيل، الأمر الذي يثير قلقًا داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، رغم العلاقات الرسمية القائمة بين البلدين منذ توقيع اتفاقية السلام عام 1979.
وشدد هاليفي أن هذه المسألة ليست على رأس أولويات تل أبيب حاليًا لكنها تبقى محل مراقبة حثيثة، مشيرًا إلى أن التغيرات السياسية قد تؤثر بشكل كبير على موازين القوى، مستشهدًا بتجربة صعود جماعة الإخوان المسلمين إلى السلطة في مصر عام 2011 وما تبعها من تغيرات داخلية.
لماذا تثير القدرات العسكرية المصرية قلق إسرائيل؟
منذ سنوات، تتابع إسرائيل عن كثب عملية التحديث العسكري التي يجريها الجيش المصري، والتي تتضمن استيراد أسلحة متطورة من دول عدة، أبرزها الولايات المتحدة، وفرنسا، وروسيا.
وفي يناير الماضي، طرح السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، داني دانون، تساؤلات عن دوافع القاهرة وراء امتلاك هذا الحجم الكبير من الأسلحة، قائلًا: «ليس لديهم أي تهديدات إقليمية مباشرة، فلماذا يحتاجون إلى كل هذه الغواصات والدبابات»؟
وهي التصريحات التي رد عليها المندوب المصري الدائم لدى الأمم المتحدة، أسامة عبد الخالق، قائلًا إن بناء قوة عسكرية متطورة هو أمر طبيعي لدولة بحجم مصر، مؤكدًا أن العقيدة العسكرية المصرية تقوم على الدفاع والردع. وأضاف أن القاهرة كانت دائمًا في طليعة الدول الداعمة للسلام في المنطقة، لكنها في الوقت ذاته تمتلك جيشًا قادرًا على حماية أمنها القومي في أي ظرف.
تأثير اتفاقية السلام على العلاقات العسكرية
ووقعت مصر وإسرائيل معاهدة السلام عام 1979 بعد اتفاقية «كامب ديفيد»، نصت على انسحاب إسرائيل من سيناء مقابل تطبيع العلاقات وإبقاء المنطقة الحدودية منزوعة السلاح.
لكن خلال العقود الماضية، شهدت العلاقات بين البلدين تفاهمات عسكرية متجددة، لا سيما مع تزايد التهديدات الأمنية في سيناء التي دفعت القاهرة لتعزيز وجودها العسكري هناك بالتنسيق مع تل أبيب.
وفي السنوات الأخيرة، سمحت إسرائيل لمصر بنشر قوات إضافية في سيناء لمكافحة الجماعات المسلحة، مما يعكس مستوى معينًا من الثقة بين الجانبين. ومع ذلك، فإن النمو المضطرد لقدرات الجيش المصري يظل محل اهتمام دائم في الأوساط السياسية والأمنية الإسرائيلية.
وفي ظل التوترات الإقليمية المستمرة، تظل إسرائيل تراقب بحذر مسار العلاقات مع القاهرة، خاصة في ظل التوسع العسكري المصري. ومع اقتراب تسليم هاليفي لمنصبه إلى خلفه إيال زامير، من المتوقع أن تستمر تل أبيب في مراقبة التطورات عن كثب، وسط تساؤلات حول كيفية تأثيرها على استقرار المنطقة في المستقبل.