منوعات

رمضان في صحافة المملكة.. مقتطفات من تغطيات الماضي

رمضان في صحافة المملكة.. مقتطفات من تغطيات الماضي

كان شهر رمضان المعظم ولا زال محل اهتمام كبير من الصحافة السعودية، لما لهذا الشهر من أهمية كبيرة بالنسبة لسائر المسلمين داخل المملكة وخارجها.

ومع اقتراب حلول شهر رمضان بعد أيام قليلة، نسلط الضوء على تناول الصحافة السعودية قديمًا لقدوم الشهر الكريم وطبيعة التغطيات التي نفذتها الصحف في هذا التوقيت.

رمضان في التراث الصحافي السعودي

بدأ الاهتمام بشهر رمضان في صحافة المملكة منذ عهد الملك سعود بن عبد العزيز في الفترة بين عامي 1373هـ – 1384هـ/ 1953 – 1964م، ومن أبرز الصحف التي حرصت على  تقديم محتوى يتعلق بالشهر الكريم هي صحيفة اليمامة، وكانت الصحافة في ذلك بمثابة المنبر والنافذة التي يطل منها السعوديون على أحوال البلاد، ومن بين الاهتمامات بالمجالات المختلفة من سياسة واقتصاد، كان الجانب الديني له مكانة واضحة وبارزة في الصحافة السعودية.

وسيط بين القيادة والشعب

من أبرز الأمثلة على الاهتمام بشهر رمضان في الصحافة السعودية، نشر صحيفة اليمامة لنداء من الملك سعودي في 6 رمضان 1377هـ الموافق 26 مارس 1958م، إلى أمراء الأقاليم والقضاة ورؤساء الهيئات، من أجل حث الناس على أداء الصلوات في أوقاتها. وجاء في نص الدعوة: “من سعود بن عبد العزيز إلى من يراه القضاة والعلماء والأمراء ورؤساء الهيئات وغيرهم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد، فأنتم تفهمون بارك الله فيكم أن الناس ما لهم في أمر دينهم ودنياهم إلا الرجوع إلى ربهم والالتجاء إليه وعدم الغفلة عما ينفعهم في أمر دينهم ودنياهم”.

وتابعت الرسالة: “وقد فشت في الناس أمور كثيرة تسخط الله سبحانه وتسبب حلول النقم، فيجب على الجميع إنكارها، والأخذ على أيدي أهلها، خوفا عليهم وعلى المسلمين، وقياما بما أوجب الله على عباده. ومن هذه الأمور التهاون بالصلاة، والتخلف عنها في المساجد وهي عمود الدين، فالواجب الاهتمام بها وحث الناس على المحافظة عليها وتأديب من تخلف عنها.. وبالجملة فالذي أوصيكم به ونفسي تقوى الله تعالى وطاعته، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومساعدة هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونصرتهم والدعوة إلى الله سبحانه وتعالى”.

وتوضح تلك الرسالة الدور الذي لعبته الصحافة السعودية قديمًا كوسيط بين قيادة المملكة والشعب، وكيف عملت على نقل التوجيهات والرسائل المختلفة بينهما، إذ كانت الوسيلة الوحيدة قبل ظهور التليفزيون.

التغذية الثقافية والإعلانات

لم يتوقف دور الصحافة السعودية في تناولها لشهر رمضان الكريم قديمًا على الوساطة بين القيادة والشعب، بل كانت تخصص أعمدةً وأركانًا للكُتاب المختلفين يقدمون من خلالها معلومات تثقيفية عن رمضان، مثل ركن “من أحاديث الصيام” في صحيفة اليمامة والذي كان مخصصًا لعرض تفاصيل أهم المعارك الإسلامية الشهيرة تاريخيًا مثل غزوة بدر.

كما خصصت الصحيفة ركنًا لتقديم قصص نجاح لشخصيات بارزة في التاريخ مثل شخصية هشام بن عبد الملك في العهد الأموي، والتي قدمتها صحيفة اليمامة في عددها الصادر في شهر رمضان عام 1376هـ/ 1957م. وعلى الجانب الآخر، لم تخلُ الصحف من الإعلانات المتعلقة أيضًا بالشهر الكريم، كما هو الحال في عدد شهر رمضان من عام 1377هـ/ 1958 في صحيفة اليمامة عن محلات عاشور للأقمشة التي تقدم أقمشة للعيد بأنواع مختلفة وبأسعار لا تقبل التنافس.

مقالات الرأي 

لا يمكن تصور أي صحيفة بدون أعمدة الرأي، وشهد عدد شهر رمضان من عام 1377هـ/ 1958م مشادات بين الأديب إبراهيم بن محمد بن سيف، أحد موظفي الرئاسة في نجد، وقتها ولجنة طباعة مصحف مكة بسبب الأخطاء المطبعية في المصحف الشريف. وكتب بن سيف في مقالته وقتها، إن نسخة القرآن الكريم لسنة 1369هـ/ 1950م كان بها خلط بين الصفحات، ما أدى لاختلاف ترتيب الآيات. ووقتها ردت لجنة طباعة مصحف مكة وشكرت الأديب على لفت نظرهم وأكدت أنه تم إصدار التعليمات اللازمة لتجنب هذا الخلط مرة أخرى.

واستمر الاهتمام بالمناسبات الدينية في صحيفة اليمامة حتى عيد الفطر في عام 1377هـ الموافق عام 1958م، إذ أصدرت تهنئة لقرائها بمناسبة قدوم عيد الفطر المبارك، منوهة في ذلك الوقت أن الصحيفة ستنقطع خلال 5 أيام بسبب تزامن موعد صدورها مع إجازة عيد الفطر.

اقرأ أيضًا:

مصادفة نادرة.. رمضان يأتي مرتين في هذا العام

مسلسل معاوية يخرج للنور في رمضان 2025

مسلسلات رمضان 2025 على القنوات السعودية.. قائمة بأهم الأعمال