سياسة

قصة الناشط الأمريكي الأصلي الذي أفرج عنه بعد سجنه 49 عامًا

بعد 49 عامًا خلف القضبان، تم الإفراج عن الناشط الأمريكي الأصلي ليونارد بيلتيير، ليعود أخيرًا إلى مجتمعه وسط احتفالات شعبية واسعة

بعد 49 عامًا خلف القضبان، تم الإفراج عن الناشط الأمريكي الأصلي ليونارد بيلتيير، ليعود أخيرًا إلى مجتمعه وسط احتفالات شعبية واسعة.

بيلتيير، الذي ينتمي إلى فرقة تيرتل ماونتن من قبيلة الشيبوا، كان ناشطًا في حركة الهنود الأمريكيين (AIM) قبل إدانته في قضية أثارت جدلًا واسعًا.

إدانة وسط اتهامات بعدم النزاهة

في عام 1975، وقع تبادل لإطلاق النار في محمية باين ريدج في ولاية ساوث داكوتا، أسفر عن مقتل اثنين من عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي وناشط أمريكي أصلي.

أدين الناشط الأمريكي بيلتيير وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة، في حين تم تبرئة اثنين آخرين حوكما في القضية ذاتها.

وعلى الرغم من مرور العقود، استمرت الانتقادات للمحاكمة التي وُصفت بأنها غير عادلة، إذ تضمنت ادعاءات حول إكراه الشهود وحجب الأدلة، مما أثار استنكار قادة عالميين وشخصيات بارزة مثل البابا فرانسيس، ونيلسون مانديلا، والسيناتور بيرني ساندرز، الذين دعوا إلى الإفراج عن بيلتيير.

الرئيس بايدن يخفف العقوبة.. وبيلتيير يستعيد حريته

بعد سنوات من الحملات المطالبة بالإفراج عنه، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن في 20 يناير قرار تخفيف عقوبة الناشط الأمريكي ليونارد بيلتيير، مما مهد الطريق لإطلاق سراحه.

وفي أول تصريح له بعد الحرية، قال بيلتيير: “اليوم أصبحت حرًا أخيرًا! ربما سجنوني، لكنهم لم يأخذوا روحي أبدًا! أشكر كل من ساندني حول العالم، وأتطلع لرؤية أصدقائي وعائلتي ومجتمعي”.

الإقامة الجبرية

تم إطلاق سراح بيلتيير من سجن كولمان الفيدرالي في فلوريدا، حيث قضى عقوبته، ليعود إلى موطنه في داكوتا الشمالية حيث سيكمل بقية حياته تحت الإقامة الجبرية.

وقامت منظمة NDN Collective، بقيادة الناشط الأمريكي نيك تيلسن، بتسهيل عودته إلى منزل عائلته.

وأكد تيلسن أن رؤية بيلتيير خارج السجن كانت لحظة “قوية ومؤثرة”، مشيرًا إلى أن الضباط المسؤولين عن إطلاق سراحه أظهروا احترامًا كبيرًا له.

رمز للنضال.. ودعوات لمحاسبة النظام القضائي

على مدى العقود الماضية، أصبح الناشط الأمريكي بيلتيير رمزًا للنضال ضد القمع الذي واجهه السكان الأصليون في الولايات المتحدة، إذ اعتبر الكثيرون أن معاملته تمثل صورة أوسع لكيفية تعامل الحكومة الأمريكية مع قضايا حقوق السكان الأصليين.

وقال تيلسن: “إن الطريقة التي عومل بها ليونارد بيلتيير تعكس السياسات الأمريكية ضد السكان الأصليين منذ تأسيس البلاد”.

وأضاف: “كان مكتب التحقيقات الفيدرالي يخوض حربًا ضد السكان الأصليين، منتهكًا حقوقهم الإنسانية، مما جعل قضيته محط اهتمام عالمي”.

مكتب التحقيقات الفيدرالي يعارض الإفراج

على الرغم من الضغط الدولي، عارض مكتب التحقيقات الفيدرالي مرارًا إطلاق سراح بيلتيير، حتى أن مدير المكتب السابق، كريستوفر راي، أرسل رسالة إلى بايدن يطالبه بعدم العفو عنه، معتبرًا أن ذلك سيكون “إهانة لسيادة القانون”.

في المقابل، لم يكن المجتمع الأصلي موحدًا حول القضية، إذ أثيرت تساؤلات حول تورط بيلتيير في قضايا أخرى، أبرزها مقتل الناشطة آني ماي أكواش، وهي الحادثة التي تناولها الفيلم الوثائقي “Vow of Silence: The Assassination of Annie Mae”. ورغم نفي بيلتيير أي صلة بمقتلها، ظل الجدل قائمًا حول دوره.

السينما تسلط الضوء على قضيته.. والمجتمع يحتفل بحريته

في 27 يناير، وبعد أيام من قرار الإفراج عنه، عُرض الفيلم الوثائقي “حرروا ليونارد بيلتيير” لأول مرة في مهرجان صندانس السينمائي.

يتناول الفيلم الذي أخرجه جيسي شورت بول وديفيد فرانس، قصة اعتقال الناشط الأمريكي ومعركته القانونية الطويلة.

أما على أرض الواقع، فيستعد مجتمعه لاستقباله بحفل كبير في بلكورت، داكوتا الشمالية، بمشاركة مئات الأشخاص، حيث سيلقي بيلتيير كلمة أمام شعبه.

ختامًا.. هل تكون قضية بيلتيير نقطة تحول؟

بعد عقود من السجن، يعود الناشط الأمريكي ليونارد بيلتيير إلى وطنه، لكن قضيته لا تزال تثير الجدل، حيث يرى البعض أن محاكمته كانت غير عادلة، فيما يرى آخرون أن إدانته كانت قانونية.

ومع ذلك، فإن خروجه من السجن يفتح الباب أمام مناقشات أوسع حول حقوق السكان الأصليين والعدالة في الولايات المتحدة، مما يجعل من قصته رمزًا للنضال المستمر.

يمكنك أن تقرأ أيضًا:

ماذا نعرف عن النجمة الكورية «كيم سايرون»التي عُثر عليها ميتة في شقتها؟

اليوم العالمي للقصة القصيرة.. لمحة عن كاتب أول مجموعة قصصية في السعودية

إنفوجرافيك| فريدريش ميرز.. من هو زعيم ألمانيا المحتمل؟