تُعد تغيرات ألوان اللسان بمثابة دلالة واضحة على مشكلة صحية أساسية قد يعاني منها الشخص، والعكس صحيح، إذ قد تؤدي الحالات المرضية المختلفة إلى تغير لون اللسان وملمسه.
وفي الطبيعي، يكون لون اللسان ورديًا مصحوبًا بطبقة خفيفة من اللون الأبيض على السطح، وتختلف درجة اللون الوردي من الغامق إلى الفاتح على حسب كل شخص. كما أن اللسان الصحي يحتوي على حليمات صغيرة على سطحه وجانبيه وهو نتوءات صغيرة ذات ملمس خشن. وقد تؤدي المشكلات الصحية المختلفة إلى تغير خواص اللسان الطبيعي سواء من حيث اللون أو الملمس، بعضها قد يختفي من تلقاء نفسه والآخر يتطلب رعاية طبية وعلاج.
في السطور التالية نستعرض أبرز ألوان اللسان التي من الممكن أن يتحول إليها وماذا يعكس كل لون عن الصحة.
اللسان الأسود
يتسبب تراكم الكيراتين – بروتين موجود في الشعر والجلد والأظافر – في تحول اللسان إلى اللون الأسود، ويأتي هذا التراكم نتيجة سوء تنظيف الفم وبعض الأدوية مثل المضادات الحيوية واستخدام التبغ، والعلاج الإشعاعي، إلى جانب المشروبات الداكنة مثل الشاي والقهوة. وفي بعض الحالات الأخرى قد ينتج اللسان الأسود عن الإصابة بأمراض أكثر خطورة مثل السكري وفيروس نقص المناعة البشرية “الإيدز”، بحسب مركز الأمراض الوراثية والنادرة.
اللسان الأبيض
العامل الأساسي في تحول اللسان إلى اللون الأبيض هو الإصابة بعدوى فطرية مثل مرض القلاع الفموي، وأحيانًا يسبب هذا المرض الألم ويؤدي لتكوين بقع سميكة بيضاء أو حمراء على اللسان، وقد يتطور إلى صعوبة في الأكل والبلع. وهناك سبب محتمل آخر هو اللويحة البيضاء. تسبب هذه الحالة تكوين بقع بيضاء أو لويحات على اللسان، وغالبًا ما تنتج عن التدخين، كما يمكن أن يؤدي مرض يُعرف باسم “الحزاز المسطح” إلى تكوين طفح جلدي على اللسان باللون الأبيض.
اللسان الأرجواني
ينتج عن ضعف الدورة الدموية ومشكلات القلب، وقد يكون لون اللسان الأرجواني دليلًا على مرض كاواساكي، وهي حالة خطيرة تسبب التهاب الأوعية الدموية.
اللسان الأحمر
يُشير تحول اللسان إلى اللون الأحمر المصحوب بالنتوءات إلى نقص فيتامين ب أو الحمى القرمزية، كما يمكن أن تحدث تلك التغييرات كرد فعل تحسسي تجاه دواء أو طعام. وفي بعض الحالات النادرة أيضًا يكون دليلًا على الإصابة بمرض كاواساكي.
اللسان الرمادي
قد تؤدي حالة التهابية تُسمى “اللسان الجغرافي” إلى تكوين بقع رمادية على اللسان، وقد يتطور الالتهاب ليشمل خطوط بيضاء بين النتوءات في صورة أِبه بالخريطة. وقد ينتج اللون لرمادي كذلك عن الإصابة بالإكزيما، ووجدت دراسة أجريت في عام 2017 على 200 شخص مصاب بالإكزيما أن 43.5% من المشاركين لديهم لسان رمادي.
اللسان الأصفر
البكتيريا هي السبب الرئيسي وراء تحول اللسان للون الأصفر، ويحدث ذلك نتيجة عدم نظافة الفم وجفافه والنمو الكبير للبكتيريا على اللسان. وقد يؤدي اصفرار اللسان إلى تحوله للون الأسود والتهاب الحليمات الموجودة عليه. وكشفت دراسة أجريت عام 2019، أن اللسان الأصفر يمكن أن يكون دليلًا على الإصابة بمرض السكري.
اللسان البرتقالي
على غرار اللسان الأصفر، يمكن أن يؤدي جفاف الفم وعدم نظافته إلى تحول اللسان للون البرتقالي، ويمكن لبعض المضادات الحيوية والأطعمة أيضًا أن تحول اللسان إلى اللون البرتقالي، مثل تلك التي تحتوي على نسبة عالية من بيتا كاروتين. هذا هو المركب الذي يعطي الجزر لونه.
اللسان الأخضر والأزرق
يؤدي تراكم البكتيريا إلى تحول اللسان للون الأخضر، وهي نفس الأسباب التي تؤدي إلى اللسان الأصفر أو الأبيض. فيما يتحول اللسان إلى اللون الأزرق نتيجة نقص الأكسجين في الرئتين واضطرابات الدم ومرض الأوعية الدموية ومرض الكلى وانخفاض مستوى الأكسجين في الدم.
متى يمكن القلق من تغير ألوان اللسان؟
لا تُعتبر ألوان اللسان العارضة والتي تستمر لفترة وجيزة نتيجة شُرب أو أكل طعام معين، ولكن ال بد من استشارة الطبيب إذا استمر الأمر لأكثر من 4 أيام. بالإضافة إلى ذلك، قد يكون من الجيد تلقي العناية الطبية عند حدوث تغييرات شديدة في مستويات رطوبة الفم.
ويمكن تجنب تغير ألوان اللسان من خلال عدة طرق وهي:
- تنظيف الأسنان مرتين على الأقل يوميًا باستخدام معجون أسنان يحتوي على الفلورايد.
- تناول نظام غذائي صحي يحتوي على نسبة قليلة من السكر.
- التنظيف بين الأسنان يوميًا.
- زيارة طبيب الأسنان بانتظام لإجراء الفحوصات.
- تجنب ثقب اللسان أو الشفاه.
- تجنب منتجات التبغ.
اقرأ أيضًا:
أسباب زيادة الوزن المفاجئة عند النساء
