منوعات

الهتان والهملول.. أسماء المطر في العامية السعودية

تمتلك اللهجة العامية في المملكة العربية السعودية العديد من أسماء المطر، وتعكس تنوعه حسب شدته ووقته. هذه الأسماء، رغم محليتها، تمتد جذورها إلى الفصحى، مما يبرز الارتباط العميق بين التراث اللغوي العربي والبيئة الطبيعية. من بين هذه الأسماء، نجد “الودّاق، الهتّان، الهملول، الوسم، الحيَا” وغيرها، التي لا تزال تُستخدم لوصف الحالات المختلفة لهطول الأمطار.

أسماء المطر في اللهجة السعودية

الودّاق

يطلق هذا الاسم على السحاب الماطر الذي يستمر لفترة طويلة، ويكرر هطوله على فترات متقاربة، وهو مأخوذ من الفصحى حيث يعني “الوَدق” المطر عمومًا، سواء كان شديدًا أو خفيفًا.

الهتّان

يستخدم هذا الوصف للإشارة إلى المطر المتواصل، الذي يهطل على دفعات متفاوتة القوة، لكنه يستمر لفترة طويلة. ويقال: “البارحة السماء هتّان”.

الهملول

هو المطر الغزير المتصل، وعادةً ما يكون قصير المدة، لكنه قوي التأثير. وهو جمع “هَماليل”، ويستخدم في المناطق التي تشهد أمطارًا موسمية كثيفة.

الوابل

يصف المطر الذي يكون شديد الهطول وكبير القطر، أي أنه ينهمر بغزارة. وقد ورد ذكره في القرآن الكريم في قوله تعالى: “فأصابها وابل فتركها صلدًا”.

الحيَا

يُسمّى المطر بهذا الاسم لأنه يُعيد إحياء الأرض بعد جفافها. ويقال في الأمثال الشعبية: “الحيا متبوع”، أي أن الناس يتبعون أماكن هطول المطر للبحث عن الكلأ والمراعي الخصبة.

أغرب أسماء المطر في التراث العربي

العرب لم يكتفوا بوصف المطر بأسماء تقليدية، بل وضعوا تسميات فريدة تعكس شدته وتأثيره على البيئة. ومن بين هذه الأسماء:

جارّ الضبع

يعد هذا الاسم من أشد أوصاف المطر عند العرب، ويعني أنه غزير إلى درجة أنه يجرف كل شيء في طريقه، حتى أنه يدفع الضباع إلى الخروج من أوكارها! ويقال في التراث العربي: “أصابنا مطر جارّ الضبع”.

البعاق

يُطلق هذا الاسم على المطر الذي يتسبب في تناثر الماء بشدة عند سقوطه على الأرض، وهو تعبير عن شدته وقوة تأثيره على التربة والمسطحات المائية.

الهَكّ

المطر الشديد جدًا، الذي يترافق مع سيول جارفة، وقد اشتُق الاسم من الفعل “هَكَّ”، الذي يدل على القوة والغزارة.

المحوة

يطلق هذا الاسم على المطر الذي يمحو آثار الجفاف، ويجعل الأرض وكأنها جديدة تمامًا بعد أن تتشبع بالماء.

القاحف

هو المطر الذي يهطل فجأة وبغزارة شديدة، بحيث يقتلع كل شيء في طريقه.

الخدر

وهو المطر الذي يجعل الناس يلزمون بيوتهم، حيث يقال إنه “يخدر الناس”، أي يمنعهم من الخروج بسبب شدته.

أخيرًا

سواء في اللهجة العامية السعودية أو في التراث العربي القديم، نجد أن المطر لم يكن مجرد ظاهرة طبيعية، بل كان يحمل دلالات لغوية وثقافية تعكس تأثيره الكبير على الحياة اليومية. فالتنوع اللغوي في وصف المطر يعكس العلاقة العميقة بين الإنسان والبيئة، ويكشف عن ثراء اللغة العربية ودقتها في التعبير عن تفاصيل الطبيعة المختلفة.