اقتصاد

هل فقدت جوجل هيمنتها على محركات البحث؟

انخفضت حصة «جوجل» في سوق محركات البحث إلى ما دون 90% في الربع الأخير من عام 2024، لتسجل 89.6% لأول مرة منذ عام 2015.

ووفقًا للبيانات الصادرة عن منصة «ستاتكاونتر»، يلقي هذا الانخفاض الكبير الضوء على التحديات التي قد تواجهها الشركة في المستقبل القريب، خاصة في ظل ظهور منافسين جدد في سوق البحث الإلكتروني، مثل «بينج» و«ياهو»، الذين شهدوا زيادة ملحوظة في حصتهم السوقية في الفترة نفسها.

ومع أن حصة «جوجل» كانت مستقرة نسبيًا في معظم الأسواق، فإن التراجع في بعض المناطق، مثل آسيا، قد يكون له تأثير كبير على استراتيجيات الشركة. فهل يعني ذلك أن «جوجل» لم تعد مهيمنة على سوق البحث كما كانت في السابق؟

يعكس التراجع الذي شهدته «جوجل» في حصتها السوقية تغيرات ملموسة في سلوك المستخدمين على الإنترنت. إذ تزامن هذا الانخفاض مع ازدياد الحصة السوقية لكل من «بينج» و«ياهو»، وهو ما يعكس نوعًا من الانفتاح على محركات بحث أخرى قد تكون أكثر تلبية لاحتياجات المستخدمين في بعض الأحيان.

كما أن تأثيرات الذكاء الاصطناعي باتت واضحة في هذا السياق، إذ بدأ يظهر منافسون جدد مثل «تشات جي بي تي» و«بيربليكسي.آي» الذين يقدمون تجربة بحث مشابهة لما تقدمه محركات البحث التقليدية.

حيث لم تعد هذه النماذج تقتصر على تقديم إجابات دقيقة فقط، بل توسعت لتشمل مجالات مثل الكتابة الإبداعية، والوصفات، والأزياء، وهي مجالات كانت تاريخيًا في نطاق تخصص «جوجل»، وقد يساهم هذا التحول في سلوك المستخدمين في إحداث تغييرات جذرية في سوق البحث، خاصة مع دخول الإعلانات على هذه النماذج في المستقبل القريب.

وفي ضوء هذا التحول، يبدو أن «جوجل» تواجه تهديدًا حقيقيًا على عوائدها المالية، حيث إن نحو 60% من إيراداتها تأتي من محرك البحث الخاص بها. وبالتالي، فإن أي تراجع في حصتها السوقية أو تحول في سلوك المستخدمين قد يؤثر بشكل كبير على أرباح الشركة.

ورغم أن «جوجل» أطلقت نموذجها الخاص من الذكاء الاصطناعي، فإن ظهور منافسين آخرين قد يؤدي إلى تقليص حصتها في هذا السوق.

ما العواقب المحتملة لتراجع حصتها السوقية على إيرادات «جوجل»؟

تدعم «جوجل» نموذجها التجاري بشكل كبير على الإيرادات الناتجة من الإعلانات المدفوعة عبر محرك البحث. ولذلك، أي انخفاض في حصتها السوقية أو تحول في سلوك المستخدمين قد يؤثر بشكل سلبي على أرباح الشركة في المستقبل القريب.

في النهاية، إن التغيرات التي طرأت على سوق محركات البحث قد تعكس بداية مرحلة جديدة، حيث لم تعد الهيمنة التامة لـ «جوجل» أمرًا محسومًا. ومع ظهور منافسين جدد وتزايد اعتماد المستخدمين على الذكاء الاصطناعي في عمليات البحث، قد تجد «جوجل» نفسها مضطرة للتكيف مع هذه التغيرات للحفاظ على مكانتها في السوق.