سياسة

تركي الفيصل: ترامب تبنى الموقف الإسرائيلي والسعودية تواجه دبلوماسيًا

قال الأمير تركي الفيصل، رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للدراسات، إن اقتراح ترامب من بتهجير الفلسطينيين لم يترك مجالًا للتفاوض، إذ تبنى بالكامل الموقف الإسرائيلي المتشدد.

وأضاف الفيصل، في مقابلة مع برنامج «خارج الصندوق» على قناة العربية، أن السعودية تتبع سياسة حكيمة ومتأنية في معالجة القضايا الدولية، مشيرًا إلى ضرورة تشكيل تجمع أممي لمواجهة هذا التوجه الذي وصفه بالتطهير العرقي في فلسطين، ليس فقط في غزة، بل أيضًا في الضفة الغربية.

وتقود السعودية تحركًا أمميًا لمواجهة التطهير العرقي في فلسطين، في ظل تصاعد التوتر السياسي بعد تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي تبنى فيها الموقف الإسرائيلي المتشدد، مقترحًا تهجير سكان قطاع غزة.

وقالت المملكة، في بيان للخارجية، إن موقفها ثابت من القضية الفلسطينية، مشددة على أن لا علاقات دبلوماسية مع إسرائيل من دون قيام دولة فلسطينية مستقلة.

وأعلن ترامب أن الولايات المتحدة قد «تسيطر على القطاع (غزة) المدمر»، مع «إعادة توطين الفلسطينيين في أماكن أخرى»، وهو ما عده كثيرون دعمًا لسياسات التطهير العرقي التي تنادي بها بعض الأطراف اليمينية المتطرفة في إسرائيل، خصوصًا أنها تتوافق مع مواقف وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، الذي دعا سابقًا إلى تهجير الفلسطينيين.

وخلال لقاءه مع «العربية» أشار الفيصل إلى أن ردود الفعل الدولية الرافضة لموقف ترامب تعكس عدم تقبل المجتمع الدولي لهذه التصريحات، إذ أكد أن هناك بدائل واقعية يمكن اللجوء إليها بدلًا من التهجير، مثل عودة الغزيين إلى مدنهم الأصلية كحيفا ويافا. كما أكد أن السعودية ظلت على مدى تاريخها تواجه اتهامات باطلة في عدة مجالات، لكنها ماضية في سياستها دون الالتفات إلى الانتقادات غير الموضوعية.

كيف كانت ردود الفعل العربية والدولية؟

أثارت تصريحات ترامب موجة واسعة من الاستنكار، إذ وصف القيادي في حركة حماس، سامي أبو زهري، دعوة سكان غزة للمغادرة بأنها «طرد من أرضهم»، معتبرًا ذلك وصفة لإنتاج الفوضى والتوتر في المنطقة، مؤكدًا أن الفلسطينيين لن يسمحوا بتمرير هذه المخططات.

وفي الولايات المتحدة، عدَّ السيناتور الديمقراطي، كريس ميرفي، أن ترامب «فقد عقله تمامًا»، محذرًا من أن أي تدخل أميركي في غزة قد يؤدي إلى مذبحة لآلاف الجنود الأميركيين، ويجر الشرق الأوسط إلى حرب تستمر لعقود. وكتب في منشور على منصة «إكس»: «سيؤدي غزو الولايات المتحدة لغزة إلى كارثة حقيقية… إنه أشبه بمزحة رديئة».

 هل يمكن أن يؤثر هذا التطور على مسار التطبيع؟

وفي مقابلة مع شبكة CNN، سُئل الأمير تركي الفيصل عن إمكانية تطبيع العلاقات السعودية مع إسرائيل في ضوء خطة ترامب بشأن غزة، فأجاب بأنه من الصعب تصور ذلك، لا سيما في ظل الموقف السعودي الثابت من ضرورة قيام دولة فلسطينية مستقلة كشرط أساسي لأي علاقة دبلوماسية مع إسرائيل.

وأضاف أنه سعيد لكونه خارج منصبه الدبلوماسي، إذ لم يكن ليجد طريقة لشرح موقف ترامب للقيادة السعودية، واصفًا تصريحاته بأنها «بلا أساس» وتعكس توجهات اليمين الإسرائيلي المتطرف.