تقنية

تطبيقات تتبع الأطفال.. حماية من المخاطر أم اختراق للخصوصية؟

تطبيقات تتبع الأطفال

تساعد تطبيقات تتبع الأطفال، الآباء في معرفة ما يفعله الأبناء، من خلال تتبع موقعهم الجغرافي أو ضبط بعض الميزات في هاتف الطفل، بحيث يمكن مراقبة استخدامه للهاتف الذكي، لكن هل لهذه التطبيقات تداعيات سلبية على العلاقة بين أفراد الأسرة؟

وحسب هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، فإن تطبيقات تتبع أفراد الأسرة قد انتشرت بشكل لافت خلال العقد الماضي، مشيرة في تقرير لها إلى أن غريزة الآباء الطبيعية لحماية أطفالهم كانت سبباً رئيساً في نمو مثل هذه التطبيقات وتطورها بمرور الوقت، إذ يشعر العديد من الآباء أن العالم – سواء الافتراضي أو الواقعي – يصبح خطيراً بشكل متزايد.

ويقول خبراء إن الآباء الذين يرغبون في استخدام مثل هذه التطبيقات، يجب أن يفكروا ملياً في الطريقة التي سيفعلون بها ذلك، وكيف سيتحدثون مع أطفالهم عنها، إذ أصبحت التطبيقات أكثر تعقيداً من أي وقت مضى من حيث البيانات التي تجمعها، وهو ما يثير تساؤلات حول الأمان الشخصي والخصوصية.

وتذكر “بي بي سي” أن الأطفال الذين نشأوا وهم يخضعون لمراقبة التطبيقات يصلون الآن إلى سن الرشد، الأمر الذي يضع الوالدين في مأزق فيما يتعلق بتوقيت إيقاف مثل هذه التطبيقات.

تقول جيسلين بومبوزا، رئيسة القسم الرقمي في شركة “إنترنت ماترز” في المملكة المتحدة: إن هناك نوعين أساسيين من خيارات التتبع، لافتة إلى أن الاختيار بين الاثنين يعتمد على نوع التربية التي يسلكها الآباء مع أبنائهم، من حيث مدى رغبتهم في مراقبة أطفالهم عن كثب.

والخيار الأبسط يتمثل في تطبيقات تتبع الموقع، التي تأتي مثبتة على هواتف مثل تطبيق “فايند ماي فريندز” (العثور على أصدقائي) على أجهزة “IOS”، أو “Google Family” على Android. وهناك أيضاً تطبيقات تمكِّن المستخدمين من جمع كمية غير محدودة من البيانات من الهواتف المتصلة.

حماية من المخاطر

ويتضمن هذا ميزات مثل النطاق الجغرافي، بحيث يرسل التطبيق تنبيهاً عندما يدخل الهاتف منطقة معينة أو يخرج منها. وبالنسبة للآباء الذين لديهم أبناء مراهقون يقودون سيارات، هناك أيضاً مزايا لمراقبة السرعة واكتشاف الأعطال، وغيرها من المزايا التي تحمي من الأخطار.

فيما تسمح تطبيقات مثل “فايند ماي كيدز” (العثور على أبنائي) للوالدين بتشغيل الميكروفون الموجود في هاتف أطفالهم عن بُعد، بل وحتى تسجيل الصوت. بينما يتسم تطبيق “تينسيف” بوجود “وضع التخفي” الذي يعني أن الطفل “لن يكتشف أبداً أن والديه يتتبعانه”.

[two-column]

انتشرت تطبيقات تتبع الأطفال بشكل لافت خلال العقد الماضي، بسبب غريزة الآباء الطبيعية لحماية أطفالهم

[/two-column]

التمتع بالخصوصية

من جانبها، ترى سونيا ليفينغستون، الأستاذة في قسم الإعلام والاتصالات في كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، أنه “لا يوجد في الواقع أي دليل على أن أياً من هذه التطبيقات يحافظ على أمان الأطفال”، مؤكدةً أن الاعتماد المكثف على تطبيقات التتبع هو رد فعل مفهوم للأخبار والعناوين الرئيسة المستمرة حول “الأخطار الفظيعة التي يتعرض لها أطفالنا”.

وتشير الخبيرة في الحقوق الرقمية للأطفال وسلامتهم، والتي كتبت العديد من الكتب حول التربية في العصر الرقمي، إلى أنه على المدى الطويل، يمكن أن تكون لتطبيقات التتبع “عواقب غير مقصودة، ولكنها ضارة أيضاً”، مؤكدة أن أهم شيء للتطور هو أن يتعلم الطفل أن يثق في الوالد، وأن يثق الوالد في الطفل.

وتضيف ليفينغستون أنه “إذا كان من حق الأطفال أن يكونوا آمنين، فمن حقهم أيضاً أن يتمتعوا بالخصوصية، لا سيما مع تقدمهم في السن”.

اقرأ أيضا:

لماذا أزالت آبل أحد تطبيقات القرآن من على متجرها في الصين؟

ما التطبيقات الأكثر تحقيقاً للأرباح؟

إنفوجرافيك | ملايين الهواتف ستحظر من استخدام عدة تطبيقات.. لهذا السبب!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *