تسعى المملكة لتحسين إنتاج الدواجن المحلي، رغبة في تنويع اقتصادها بعيدًا عن النفط، وتحقيق الريادة في تربية الثروة الداجنة في الشرق الأوسط.
ووفق ما كشفته وكالة بلومبرج، فإن إنتاج المملكة من الدواجن ارتفع بشكل كبير خلال العقد الماضي، في إطار جهود ولي العهد لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء، ضمن أهداف استراتيجية 2030 التي تستهدف تقليل الاعتماد على الاقتصاد النفطي وتطوير صناعات أخرى مثل السياحة والسيارات وغيرها.
لماذا تزيد المملكة من إنتاج الدواجن في السعودية؟
تُعد شركة تنمية للأغذية هي القائدة لجهود المملكة في زيادة إنتاج الدواجن، إذ تعمل المنشأة الواقعة في منطقة “شقراء” النائية على إنتاج نحو 150 ألف طائر يوميًا، لتمد بها مطاعم مثل ماكدونالدز وبوبايز وصب واي وغيرها. ويُعتبر مصنع شقراء واحدًا من 5 مصانع أخرى والتي زاد إنتاجها من الدواجن بنحو 12 ضعفًا منذ عام 2013.
وفي الوقت الحالي، تستورد المملكة نحو 80% من احتياجاتها وهو ما يزيد المخاوف من نقص الإمدادات لأسباب عديدة مستقبلًا مثل اندلاع الصراعات الذي يؤثر على سلاسل التوريد وانتشار الأمراض المعدية بين الحيوانات وغيراها من العقبات التي يمكن أن تحول حصولها على حاجتها من الدواجن. وبحسب ما نقلته وكالة بلومبرج عن مدير اللحوم والثروة الحيوانية في شركة جيرا الاستشارية، روبرت كلاكتون، فإن الخوف من الأمن الغذائي تتشارك فيه جميع الحكومات. مؤكدًا أن الخوف دائمًا يأتي من احتمالية تفوق دول أخرى في هذا المجال.
دعم إنتاج الدجاج في السعودية
خصصت المملكة ما لا يقل على 17 مليار ريال أي بما يعادل 4.5 مليار دولار لدعم قطاع إنتاج الدواجن، كما أنها تعمل على تحفيز زيادة إنتاج الفاكهة والخضروات والأسماك، وتوفر حاليًا المزيد من المخازن الغذائية الاستراتيجية لمواجهة الكوارث. وتشمل هذه الاستثمارات حصصًا في شركة BRF SA البرازيلية وشركة MHP SE الأوكرانية لإنتاج الدواجن وعمليات المزارع في أريزونا وكاليفورنيا .
وفي عام 2024، بلغ رصيد السعودية من إنتاج الدواجن ما يُقدر بـ 558 ألف طن وباعتها بنصف ثمنها، خصوصًا وأن الدجاج من الأغذية الغنية بالبروتين التي تُعتبر ميسورة التكلفة بالنسبة للمواطنين من الطبقة المتوسطة والشباب الذين يبلغ عددهم نحو 37 مليون شخص. ولذلك فإن الاهتمام بإنتاج الدواجن يُعد من الطرق الرئيسية لتعزيز الأمن الغذائي في المملكة، إذ بلغ إنتاج الدجاج في السعودية خلال النصف الأول من عام 2024 نحو 558 ألف طن من لحوم الدواجن، بزيادة قدرها 9% عن نفس الفترة من العام السابق.
التوسع في دعم الأمن الغذائي عبر الحدود
لا تقتصر جهود المملكة على تعزيز الأمن الغذائي داخليًا على تحفيز قطاع إنتاج الدواجن، بل إن الأمر يمتد لخارج حدودها، إذ تسعى للاستحواذ على وحدة الأعمال الزراعية التابعة لمجموعة أولام المحدودة ومقرها سنغافورة، مما يزيد من تنويع مصادر إمداداتها الغذائية.
وبحسب تقديرات “غيرا” فإن المملكة تُعد واحدة من أسرع الدول المنتجة نموًا في العالم، إذ تنمو بمعدل يقارب 6% سنويا، وهو ما يُشير إلى مستقبل واعد للسعودية في هذا المجال. ويقول الرئيس التنفيذي لشركة تنمية ذو الفقار حمداني، إن جهود المملكة تطورت في مجال إنتاج الدواجن، إذ كانت دجاجة واحدة من كل 5 دجاجات تموت قبل بيعها.
اقرأ أيضًا: 68% اكتفاء ذاتي.. نظرة على الأرقام القياسية التي يحققها قطاع الدواجن في المملكة
