لطالما امتلأت صفحات التاريخ بتوقعات جريئة لمستقبل البشرية، بعضها كان بعيدًا تمامًا عن الواقع، مما يجعلنا نتساءل: كيف يمكن للعقول اللامعة أن تصدر توقعات خاطئة إلى هذه الدرجة؟ من الفولاذ في كل شيء إلى السيارات باعتبارها “موضة عابرة”، هذه التوقعات الغريبة تذكرنا بأن المستقبل غالبًا ما يكون أكثر غرابة مما نتصور. أو أحيانا أكثر إحباطًا لأسلافنا الذين كانوا يعولون كثيرًا عليه، إليكم أبرز التوقعات الخاطئة التي أثبتت أن حتى أذكى العقول يمكن أن تخطئ.
1. منازل الفولاذ: رؤية توماس إديسون
في عام 1911، توقع المخترع العبقري توماس إديسون أن المنازل في القرن الـ21 ستُصنع بالكامل من الفولاذ، بما في ذلك الأسرة والطاولات وحتى مهود الأطفال. ورغم أن الفولاذ لم يهيمن على الأثاث كما تخيل، إلا أن إديسون كان قريبًا من التوقعات الصحيحة عندما وصف كتبًا خفيفة الوزن تخزن مكتبات كاملة—وهو ما يشبه إلى حد كبير أجهزة القراءة الإلكترونية اليوم.
2. نساء أطول قامة في المستقبل
في خمسينيات القرن الماضي، توقعت الصحفية دوروثي رو أن جميع النساء في عام 2000 سيبلغ طولهن ستة أقدام بسبب التحسينات في التغذية والرعاية الصحية. ورغم أن متوسط طول النساء قد زاد قليلاً منذ ذلك الحين، إلا أن هذه التوقعات تبدو بعيدة تمامًا عن الواقع.
3. الموسيقى ستفقد روحها
في عام 1906، أعرب الملحن جون فيليب سوزا عن قلقه من أن الأجهزة التي تسجل الموسيقى مثل الفونوغراف ستقضي على روح الموسيقى وتقلل من عدد الموسيقيين الهواة. ورغم أن تسجيلات الموسيقى ازدهرت بدلًا من تدميرها، إلا أن مخاوفه ربما تجد صدى في نقاشات اليوم حول تأثير التكنولوجيا على الفن.
4. تنظيف المنازل بالخراطيم
في عام 1950، تنبأ المحرر العلمي لصحيفة نيويورك تايمز، فالدمار كيمبفيرت، بأن المنازل في المستقبل ستنظف بالكامل بواسطة خرطوم مياه بفضل الأثاث المصنوع من البلاستيك المقاوم للماء. بالنظر إلى المخاوف البيئية اليوم بشأن البلاستيك، يبدو أننا نجونا من فكرة كانت ستضيف مشكلات بيئية كبرى.
5. الكهرباء مجرد موضة عابرة
بعد أن قام توماس إديسون بإنارة منزل المستثمر جي بي مورغان، وصف والد الأخير الكهرباء بأنها “نزوة عابرة” لا تستحق الاستثمار فيها. لحسن الحظ، لم يصغِ جي بي لوالده، وأصبح أحد أكبر المستثمرين في شركة جنرال إلكتريك، مما شكل مستقبلًا يعتمد بشكل كبير على الكهرباء.
6. البشر سيعيشون حتى 150 عامًا
في عام 1922، توقع المحامي البريطاني إف إي سميث أن التقدم الطبي سيجعل البشر يعيشون حتى عمر 150 عامًا بحلول 2030. رغم التقدم الطبي الملحوظ، يبدو أن حلم سميث بالعيش المديد كان طموحًا أكثر من اللازم.
7. الهاتف لعبة عابرة
في عام 1876، وصف رئيس شركة ويسترن يونيون الهاتف بأنه “لعبة” غير عملية، حتى أنه رفض شراء براءة الاختراع من ألكسندر غراهام بيل مقابل 100 ألف دولار. كما سخر الرئيس التنفيذي لمايكروسوفت في 2007 من فكرة نجاح جهاز آيفون، ليثبت التاريخ مرة أخرى أن التكنولوجيا لديها طريقة مدهشة في إثبات خطأ المشككين.
8. التلفزيون لن يصمد
في عام 1946، توقع المنتج السينمائي داريل زانوك أن الناس سيملون سريعًا من مشاهدة التلفزيون، وأنه لن يحتفظ بأي شعبية بعد ستة أشهر. واليوم، يُعد التلفزيون واحدًا من أهم وسائل الترفيه العالمية.
9. السيارات موضة عابرة
في 1903، قال مصرفي من ميشيغان إن السيارات ستصبح “موضة” سرعان ما ستختفي لصالح العربات التي تجرها الخيول. من الواضح الآن أن السيارات ليست مجرد موضة، بل أصبحت جزءًا أساسيًا من حياة الإنسان.
10. أدمغتنا لن تستوعب سرعة السيارات
في بداية القرن العشرين، توقع بعض “الخبراء” أن أدمغة البشر لن تكون قادرة على مواكبة سرعة السيارات التي تتجاوز 8 أميال في الساعة. ورغم أن هذه الفكرة مثيرة للضحك الآن، فإنها تبرز مدى صعوبة التنبؤ بتطور القدرات البشرية.
توقعات من الماضي دحضها الحاضبر
تُظهر هذه التوقعات الخاطئة أن المستقبل غالبًا ما يحمل مفاجآت تفوق خيالنا. وبينما نستمتع بالنظر إلى أخطاء الماضي، فإننا نذكر أنفسنا بأن التوقعات ليست سوى تخمينات، وقد يكون الغد أغرب وأعظم مما نتخيل.