يُعد اختلاف حجم القدمين أمرًا طبيعيًا، حيث إن 19% من الأشخاص قد يعانون من اختلاف في طولها بمقدر قد يصل إلى أكثر من 4 مليمترات، أي ما يعادل نصف مقاس حذاء.
وتنتشر هذه الظاهرة، حسب الباحثون، في العديد من دول العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والصين. فما هي الأسباب وراء هذا الاختلاف؟ وهل تؤثر هذه الاختلافات على الأداء اليومي للأشخاص؟
ما الذي يسبب اختلاف حجم القدمين؟
تظهر الدراسات أن اختلاف حجم القدمين ليس أمرًا نادرًا، إذ أكدت دراسة في عام 1983 شملت حوالي 6800 شخص في الولايات المتحدة أن جميعهم كان لديهم قدمان مختلفتان في الحجم والشكل، وهو ما يتفق مع الدراسات الحديثة التي أظهرت أن 19% من الأشخاص في المملكة المتحدة يعانون من اختلاف ملموس في أطوال قدميهم.
ويُعزى هذا الاختلاف إلى العوامل الطبيعية والوراثية التي تجعل الجسم البشري متماثلًا جزئيًا فقط.
هل القدم اليسرى عادة أكبر من اليمنى؟
تختلف الآراء حول ما إذا كانت القدم اليسرى أو اليمنى هي الأكبر عادة. ففي الولايات المتحدة، أظهرت دراسة أن حوالي 80% من الناس لديهم قدم يسرى أكبر من اليمنى، وهو ما يُعزى إلى كون معظم الناس يميلون إلى استخدام أيديهم اليمنى أكثر، مما يعزز نمو القدم اليسرى.
ومع ذلك، تشير دراسات أخرى، مثل الدراسة التي أُجريت في المملكة المتحدة عام 2018، إلى أن القدم اليمنى غالبًا ما تكون أكبر لدى حوالي 54.8% من الرجال و50.7% من النساء.
ما العوامل التي تؤدي لاختلاف حجم القدمين؟
هناك عدة أسباب قد تؤدي لاختلاف حجم القدمين، من أبرزها التغيرات الجسدية الناتجة عن الحمل، حيث يمكن أن تعاني النساء من ترهل في الأربطة، مما يؤدي إلى اختلاف حجم القدمين.
كما أن بعض الحالات المرضية مثل القدم الحنفاء، يمكن أن تؤدي إلى صغر أحد الأطراف. كذلك، تُعد الإصابات التي تحدث في مراحل النمو أحد العوامل المؤثرة في تغير حجم القدمين، حيث يمكن أن تؤدي إلى انكماش أو زيادة في حجم القدم المصابة.
التعامل مع اختلاف حجم القدمين
إذا كان الاختلاف في حجم القدمين غير كبير، فلا يتطلب الأمر عادةً تدخلاً طبيًا. ومع ذلك، قد يواجه الأشخاص صعوبة في اختيار الأحذية المناسبة.
في هذه الحالات، يمكن للأشخاص شراء أحذية تتناسب مع القدم الأكبر، واستخدام أجهزة طبية مثل الحشوات المصممة خصيصًا لتعديل المقاس. كما يمكن شراء حذائين بمقاسين مختلفين من بعض المتاجر المتخصصة في هذا المجال.
في الحالات الأكثر تطرفًا، قد يلجأ البعض إلى الجراحة لتعديل حجم القدمين إذا كان الفرق كبيرًا بما يكفي ليتسبب في مشاكل صحية أو صعوبات في أداء الأنشطة اليومية.