سياسة

أعلى الولايات الأمريكية تعرضًا لحرائق الغابات

حرائق لوس أنجلوس-1

فيما تستمر الحرائق المدمرة باجتياح مدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا لليوم السادس على التوالي، تعجز فرق الإطفاء عن احتواء النيران التي خلفت مشاهد مروعة من الدمار والنزوح، وأسفرت، حتى الآن، عن مقتل 24 شخصًا، وتدمير أكثر من 12 ألف مبنى، وتشريد ما يقرب من 100 ألف شخص، في ظل توقعات باشتداد الرياح وزيادة اتساع رقعة النيران.

وعلى وقع هذه الأحداث، يتجدد الحديث عن تصاعد أخطار حرائق الغابات في الولايات المتحدة، حيث تكشف البيانات الحديثة أن ملايين المنازل أصبحت مهددة في ولايات عدة، خاصة المناطق الجبلية والغابات الكثيفة. وتتصدر كاليفورنيا قائمة الولايات الأمريكية من حيث عدد العقارات المعرضة للخطر، تليها ولايات كولورادو ومونتانا وإيداهو التي تشهد نسبًا مرتفعة من المنازل المهددة.

ومع امتداد النيران إلى أحياء مأهولة وتدمير آلاف المنازل، تبرز تساؤلات عدة عن قدرة المجتمعات على الصمود أمام هذا التهديد المتزايد، خاصة مع انسحاب شركات التأمين من تغطية المنازل في العديد من المناطق المهددة، مما يترك الملايين أمام تحديات معقدة ومصير غير مؤمن.

ما هي الولايات الأكثر تضررًا؟

وتتصدر «كاليفورنيا»، قائمة الولايات الأمريكية الأكثر تعرضًا لحرائق الغابات، حيث بلغ عدد المنازل المعرضة لخطر الحرائق الشديدة حوالي 1.3 مليون منزل في عام 2023، وفقًا لبيانات «CoreLogic» التي نشرها «معهد معلومات التأمين».

ويمثل هذا الرقم 8.7% من إجمالي المنازل في الولاية، وفقًا لتعداد السكان للعام نفسه، أما ولاية «كولورادو»، ورغم صغر حجمها مقارنة بكاليفورنيا، فتحتل المركز الثاني مع أكثر من 330 ألف منزل مهدد، ما يعادل نسبة أعلى تبلغ 12.6% من الوحدات السكنية فيها.

وتتجلى المخاطر بشكل أكبر في الولايات ذات الطبيعة الجبلية والغابات الكثيفة، حيث تجذب هذه المناطق السكان بسبب جمالها الطبيعي، لكنها تحمل في طياتها تهديدات كبيرة للحياة والممتلكات، على سبيل المثال، تُظهر الإحصاءات أن نسبة المنازل المعرضة للخطر في ولايات مثل «مونتانا» و«إيداهو» تتراوح بين 12% و16%، وهو ما يعكس ارتفاعًا مقلقًا في المخاطر رغم العدد المحدود نسبيًا من السكان هناك.

 لماذا تتفاقم أزمة الحرائق في أمريكا؟

تعود أسباب تصاعد خطر الحرائق إلى عدة عوامل مترابطة. فمن جهة، أدى النشاط البشري المتزايد في المناطق الطبيعية المهددة إلى زيادة الخسائر، حيث باتت مساحات كبيرة من الغابات والمناطق الجبلية مأهولة بشكل مكثف.

ومن جهة أخرى، فاقمت التغيرات المناخية من شدة هذه الكوارث، حيث أصبحت الفصول الجافة أطول وأكثر حرارة، مما يساهم في اندلاع حرائق أكثر تدميرًا. علاوة على ذلك، فإن زيادة نشاط الحرائق في السنوات الأخيرة دفعت مناطق كانت تُعتبر آمنة نسبيًا سابقًا إلى الدخول في دائرة الخطر.

ماذا عن تأثير ذلك على سكان كاليفورنيا؟

في ولاية كاليفورنيا، أصبحت حرائق الغابات تهديدًا دائمًا لدرجة أن شركة التأمين «State Farm» ألغت حوالي 72 ألف بوليصة تأمين على المنازل في الولاية خلال العام الجاري.

ومن بين المناطق الأكثر تضررًا كانت أحياء في لوس أنجلوس، مثل «Pacific Palisades» و«Calabasas/Hidden Hills»، التي تأثرت بحرائق مدمرة.

وتبقى مناطق أخرى مثل «Bel Air» و«Brentwood» تحت تهديد مستمر، مما يشكل معضلة كبيرة للسكان في تلك المناطق الذين يجدون أنفسهم بدون غطاء تأميني كافٍ.

 كيف يختلف الخطر بين الولايات؟

على الرغم من أن كاليفورنيا وكولورادو تتصدران القائمة من حيث العدد الإجمالي، فإن النسبة المئوية للمنازل المعرضة للخطر في الولايات الأقل كثافة سكانية مثل «مونتانا» و«إيداهو» تظهر واقعًا أكثر إثارة للقلق. ففي مونتانا، على سبيل المثال، تبلغ النسبة 15.8% من الوحدات السكنية، وهي الأعلى بين جميع الولايات المدرجة، بينما تسجل إيداهو نسبة قريبة تبلغ 12.3%.

في المقابل، تشهد ولايات ذات كثافة سكانية أكبر مثل تكساس وأريزونا وأوريجون نسبًا أقل، حيث تمثل المنازل المهددة 1.9%، 3.8%، و6.6% على التوالي. ومع ذلك، فإن العدد الإجمالي للمنازل المعرضة للخطر في هذه الولايات لا يزال كبيرًا، ما يعكس اتساع نطاق المشكلة.