شهد قطاع التقنية العالمي اضطرابات كبيرة خلال السنوات الأخيرة، حيث تصاعدت موجة تسريح الموظفين بشكل غير مسبوق، وصولاً إلى مستويات قياسية في عامي 2022 و2023، واستمرت الأرقام في التزايد مع بداية عام 2024.
في 2021، شهدت الأرقام استقراراً نسبياً حيث بقيت التسريحات محدودة، مع أقل عدد مسجّل وهو 1,509 موظفين فقط في الربع الأول.
لكن في 2022، عاد الاتجاه للصعود، حيث زادت عمليات التسريح بشكل مطرد وصولاً إلى 34,183 موظفاً في الربع الثالث.
كانت سنة 2023 من أصعب السنوات على قطاع التقنية، حيث بلغ عدد الموظفين المسرَّحين 167.6 ألفاً في الربع الأول وحده. وتصدرت شركات عملاقة مثل أمازون، جوجل، مايكروسوفت، وميتا قائمة الشركات التي لجأت إلى تقليص العمالة. وشملت التسريحات قطاعات متنوعة، أبرزها الأجهزة الاستهلاكية، والخدمات الصحية، والتكنولوجيا الغذائية.
رغم انخفاض معدلات التسريح في نهاية عام 2024، لا تزال هناك مخاوف بشأن تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل. مع استخدام تقنيات الأتمتة، قد تصبح بعض الوظائف غير ضرورية، مما يزيد من احتمال استمرار التسريحات في المستقبل، تتعالى الأصوات بأن الذكاء الاصطناعي سيقضي على المزيد من الوظائف، بينما هناك أصوات أخرى تطمئن الجميع بأن الأمر لن يكون بهذه الصورة الفظيعة.. ولكن يبدو أن لا أحد يستطيع حسم التوقعات.
على الرغم من هذه التحديات، فإن قطاع التقنية يبقى من بين الأكثر ديناميكية. تسعى الشركات إلى تحقيق التوازن بين التوسع في مجالات الابتكار وتجنب الأزمات التشغيلية. وبينما يُتوقع أن تتواصل عمليات التسريح على المدى القريب، فإن الحاجة إلى المهارات التقنية المتقدمة قد تعيد تشكيل سوق العمل في هذا القطاع.