شهد قطاع التقنية العالمي اضطرابات كبيرة خلال السنوات الأخيرة، حيث تصاعدت موجة تسريح الموظفين بشكل غير مسبوق، وصولاً إلى مستويات قياسية في عامي 2022 و2023، واستمرت الأرقام في التزايد مع بداية عام 2024.
تسريح الموظفين في مجال التقنية بالأرقام
- في 2020، بدأت تسريحات الموظفين بوتيرة منخفضة نسبياً، مع تسجيل حوالي 9,628 موظفاً مسرَّحاً في الربع الأول و60,141 موظفاً في الربع الثاني، ثم عادت الأرقام للانخفاض تدريجياً.
-
في 2021، شهدت الأرقام استقراراً نسبياً حيث بقيت التسريحات محدودة، مع أقل عدد مسجّل وهو 1,509 موظفين فقط في الربع الأول.
لكن في 2022، عاد الاتجاه للصعود، حيث زادت عمليات التسريح بشكل مطرد وصولاً إلى 34,183 موظفاً في الربع الثالث.
- في 2023، شهد القطاع أعلى معدلات التسريح على الإطلاق، حيث بلغ عدد المسرحين 167,574 موظفاً في الربع الأول وحده، وهو أعلى رقم مسجل خلال الفترة بين 2020 و2024.
- أما في 2024، فبدأ العام بتسريح 57,149 موظفاً في الربع الأول، قبل أن يتراجع العدد إلى 43,517 موظفاً في الربع الثاني، واستمر في الانخفاض حتى وصل إلى 11,892 موظفاً في الربع الأخير.
العام الأصعب على موظفي التقنية: 2023
كانت سنة 2023 من أصعب السنوات على قطاع التقنية، حيث بلغ عدد الموظفين المسرَّحين 167.6 ألفاً في الربع الأول وحده. وتصدرت شركات عملاقة مثل أمازون، جوجل، مايكروسوفت، وميتا قائمة الشركات التي لجأت إلى تقليص العمالة. وشملت التسريحات قطاعات متنوعة، أبرزها الأجهزة الاستهلاكية، والخدمات الصحية، والتكنولوجيا الغذائية.
الأسباب وراء الأزمة في قطاع التقنية
- التوظيف المفرط أثناء الجائحة: خلال فترة جائحة كورونا، قامت شركات التقنية بتوسيع فرق العمل لمواكبة الطلب الكبير على الخدمات الرقمية. لكن مع انتهاء الجائحة وتراجع الطلب، أصبحت تلك القوة العاملة الزائدة عبئاً على الشركات.
- الضغوط الاقتصادية: مع تصاعد حالة عدم اليقين الاقتصادي، لجأت الشركات إلى إعادة هيكلة فرق العمل وخفض التكاليف التشغيلية.
- التطورات في الذكاء الاصطناعي: يشهد قطاع التقنية تحولاً كبيراً مع اعتماد الذكاء الاصطناعي. أدت الأتمتة إلى استبدال العديد من المهام اليدوية، مما أسهم في زيادة معدلات التسريح.
هل سيتواصل تسريح الموظفين؟
رغم انخفاض معدلات التسريح في نهاية عام 2024، لا تزال هناك مخاوف بشأن تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل. مع استخدام تقنيات الأتمتة، قد تصبح بعض الوظائف غير ضرورية، مما يزيد من احتمال استمرار التسريحات في المستقبل، تتعالى الأصوات بأن الذكاء الاصطناعي سيقضي على المزيد من الوظائف، بينما هناك أصوات أخرى تطمئن الجميع بأن الأمر لن يكون بهذه الصورة الفظيعة.. ولكن يبدو أن لا أحد يستطيع حسم التوقعات.
نظرة إلى مستقبل وظائف التقنية
على الرغم من هذه التحديات، فإن قطاع التقنية يبقى من بين الأكثر ديناميكية. تسعى الشركات إلى تحقيق التوازن بين التوسع في مجالات الابتكار وتجنب الأزمات التشغيلية. وبينما يُتوقع أن تتواصل عمليات التسريح على المدى القريب، فإن الحاجة إلى المهارات التقنية المتقدمة قد تعيد تشكيل سوق العمل في هذا القطاع.