أحداث جارية علوم

بقيادة مجدي يعقوب.. إنجاز علمي جديد لعلاج أمراض القلب

بقيادة مجدي يعقوب.. إنجاز علمي جديد لعلاج أمراض القلب

في إنجاز علمي جديد يفتح باب الأمل أمام علاج أمراض القلب، يقود جراح القلب الشهير السير مجدي يعقوب مشروعًا من شأنه أن يمنح مرضى القلب في بريطانيا صمامات تنمو بشكل طبيعي داخل الجسم، وهو ما يساعد المرضى على التخلي عن العمليات الجراحية المتكررة لتغيير الصمام وتقليل خطر الرفض.

وأشار يعقوب في تصريحات لصحيفة “صنداي تايمز” إلى أن تجربته الجديدة مستوحاة من الطبيعة، قائلًا إن الطبيعة دائمًا تثبت نجاحها وقدرتها على التكيف مقارنة بأي شيء يمكن للإنسان صنعه، مؤكدًا أن علم الأحياء أشبه بالسحر. ويعقوب أحد أشهر جراحي القلب في العالم في الثمانينيات من عمره، ويُنسب له الفضل في إجراء أول عملية زراعة قلب ورئة في المملكة المتحدة في مستشفى هاريفيلد في شمال غرب لندن.

استبدال الصمامات

في المشروع الجديد، من المقرر أن يتم زرع صمامات مؤقتة لأكثر من 50 مريضًا وهي مجموعة أولية، وهذه الصمامات مصنوعة من الألياف التي تكون بمثابة داعم أو “سقالة” يمكنها الاندماج مع خلايا الجسم. وتدريجيًا تذوب تلك الدعامات بعد أن تكون شكلت صمامًا حيًا مكونًا من أنسجة المريض.

وتضعف صمامات القلب في جسم الإنسان نتيجة لتصلبها وهو ما يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والنوبة القلبية نتيجة القصور في القلب. ويكون أمام المريض خيارين لا ثالث لهما، وهو إما الحصول على صمام ميكانيكي أو آخر بيولوجي مأخوذ من الأبقار أو الخنازير أو الأنسجة البشرية. ولكن هذه الخيارات ليست أفضل حل لعلاج صمامات القلب المريضة، إذ إن الصمامات البيولوجية لا تستمر لأكثر من 10 سنوات، كما أنه من المحتمل أن يرفضها جهاز المناعة البشري، على الناحية الأخرى تحتاج الصمامات الميكانيكية من المرضى تناول الكثير من الأدوية على مدار حياتهم.

وتمثل تلك الصمامات تحديًا كبيرًا أمام الأطباء خصوصًا في حالات الأطفال الذين يولدون بعيوب خلقية في القلب، إذ إنها لا تنمو مع أجسامهم وتحتاج لاستبدالها أكثر من مرة لحين البلوغ. ولكن التجربة الجديدة تمنح المريض صمامًا يمكنه النمو والتكيف مع التغيرات الجسدية المختلفة.

النتائج الإيجابية لتغيير صمام القلب

في كل عام، يتم إجراء ما يقرب من 13 ألف عملية استبدال صمام القلب في إنجلترا و300 ألف عملية حول العالم والأعداد تتزايد كل عام. ولكن التجارب أظهرت نتائج إيجابية للمشروع الجديد عند تنفيذ العمليات على الأغنام، بحسب الأبحاث المنشورة في مجلة Nature Communications Biology. وتُشير الأبحاث التي تقودها شركة Heart Biotech في مستشفى Harefield إلى أنه بعد عملية زرع الصمام بنحو 4 أسابيع، تبدأ الأجزاء المزروعة في إيجاد أكثر من 20 نوعًا من الخلايا ومن بينها الأنسجة العصبية والدهنية، وتبدأ في تكوين صمام يحاكي صمام القلب الطبيعي.

وبعد مرور 6 أشهر على الجراحة، يتم تشكيل صمام كامل من خلايا المريض الحية، وبعد عام واحد تبدأ الدعامات في الذوبان وتترك الصمام ليعمل بمفرده بكامل طاقته والذي يستمر مع المريض لبقية حياته. ومن المقرر أن تبدأ التجارب على البشر بـ50 إلى 100 مريض ومن بينهم أطفال خلال الـ18 شهرًا المقبلين.

اقرأ أيضًا: احذر الوقوف طويلاً في العمل.. قد يؤثر على صحة القلب