نفذت وكالة الاستخبارات بكيان الاحتلال “الموساد”، يوم 17 سبتمبر الماضي، عملية اختراق كبرى، حيث فجّرت أجهزة النداء التي استخدمها مقاتلو حزب الله اللبناني، بعد نحو عام من الحرب المتصاعدة بينهما.
تسبّبت العملية بخسائر بشرية، فضلًا عن قطع الاتصالات بين مقاتلي الحزب، مما سهّل لكيان الاحتلال تقويض قدرات الجماعة المسلحة والقضاء على قادتها.
وبعد ما يزيد عن 3 أشهر من تنفيذ العملية، ظهر عميلان في “الموساد” على قناة “CBS News” الأمريكية؛ لكشف تفاصيل الهجوم الذي جرى التخطيط له على مدى عقد كامل.
كيف باع الاحتلال أجهزة البيجر لحزب الله؟
تحدثت المحاورة بالقناة ليزلي ستال مع قائد العملية تحت اسم مستعار “مايكل” بينما كان يرتدي قناعًا على وجهه لإخفاء هويته.
قال “مايكل” إن العملية بدأت قبل 10 سنوات، ليس باستخدام أجهزة النداء، بل باستخدام أجهزة الاتصال اللاسلكية.
وأضاف “مايكل”: “جهاز اللاسلكي هو سلاح مثل الرصاصة أو الصاروخ أو الهاون، فهو قنبلة لاسلكية، حيث يوجد داخل البطارية يوجد جهاز متفجر”.
وتابع: “اخترعنا في إسرائيل جهاز متفجر يمكن وضعه في البطارية ويستحيل اكتشافه، وبعنا الأجهزة لحزب الله بثمن جيد”.
وأوضح: “لا يمكن أن يكون السعر منخفضًا جدًا وإلا فإنهم سيشكّون في الأمر، وفي النهاية اشتروا أكثر من 16 ألف من هذه الأجهزة اللاسلكية المتفجرة التي لم تقم إسرائيل بتنشيطها لمدة 10 سنوات، حتى قبل ثلاثة أشهر”.
وواصل: “من الواضح أنهم لم يكونوا يعلمون أنهم يشترونه من إسرائيل، فلدينا مجموعة مذهلة من الإمكانات لإنشاء شركات أجنبية لا يمكن تتبعها إلى إسرائيل، وهي شركات وهمية تدير شركات وهمية للتأثير على سلسلة التوريد لصالحنا”.
وأشار أنهم جنّدوا مسؤول المبيعات في الشركة ليعرض على الحزب دفعة أولى من الأجهزة بالمجان؛ لتحفيزهم على شراء ما تبقى منها.
وقال عميل الموساد: “نحن نخلق عالمًا وهميًا، نحن شركة إنتاج عالمية، نحن نكتب السيناريو، نحن المخرجون، نحن المنتجون، نحن الممثلون الرئيسيون، والعالم هو مسرحنا”.
كيف نُفذت خطة تفجير أجهزة البيجر؟
انتقل الاحتلال في 2022 إلى تفخيخ أجهزة البيجر لا الأجهزة اللاسلكية كبيرة الحجم، وفقًا لـ “غابرييل” وهو اسم مستعار للمسؤول عن هذه المرحلة من الخطة.
قال “غابرييل”: “أجهزة النداء أصبحت قديمة الطراز تقريبًا في جميع أنحاء العالم، لكن حزب الله لا يزال يستخدمها”.
وحكى “غابرييل” أنه اكتشف أن حزب الله يشتري أجهزة النداء من هذه الشركة في تايوان، المسماة “Gold Apollo”.
وقال: “لتحويلها إلى قنبلة، كان علينا أن نكبرها قليلاً، وقد أجرى الموساد اختبارات على جهاز النداء في قفاز مبطن لمعايرة جرامات المتفجرات اللازمة لتكون كافية لإيذاء المقاتل، ولكن ليس الشخص المجاور له”.
وأضاف: “إذا ضغطنا على الزر فإن الشخص الوحيد الذي سيصاب هو الإرهابي نفسه، حتى لو كانت زوجته أو ابنته بجواره مباشرة، فهو الشخص الوحيد الذي سيصاب بأذى”.
وأشار أنه أقنع قادته في الموساد بالاعتماد على البيجر الأكبر حجمًا لترويجه لحزب الله عبر منحه مزايا إضافية مثل مقاومة الماء والغبار وما إلى ذلك.
وقال “غابرييل”: “لم يكن الهدف قتل إرهابيي حزب الله، فإذا أصيب، فيجب نقله إلى المستشفى والعناية به. ويتعين عليك استثمار الأموال والجهود، وهؤلاء الناس الذين ليس لديهم أيادٍ أو عيون هم دليل حي على شعار لا تعبثوا معنا، وهم دليل حي على تفوقنا في مختلف أنحاء الشرق الأوسط”.
وواصل: “نريد أن يشعروا بالضعف، وهذا هو الواقع، فنحن لا يمكننا استخدام أجهزة النداء مرة أخرى لأننا فعلنا ذلك وقد انتقلنا بالفعل إلى الأمر التالي، وسيتعين عليهم الاستمرار في محاولة تخمين الأمر التالي”.
المصادر: