تشهد سوريا مرحلة جديدة من التحولات السياسية عقب الإطاحة بنظام بشار الأسد. في خطوة لافتة، زار وفد أمريكي رفيع المستوى العاصمة دمشق للمرة الأولى منذ أكثر من عشر سنوات، حيث عقد اجتماعات مع هيئة تحرير الشام وجرت بالتبعية مباحثات أمريكية مع أحمد الشرع وكذلك ممثلين عن المجتمع المدني.
مباحثات أمريكية مع هيئة تحرير الشام
عقد وفد أمريكي بقيادة باربرا ليف، مساعدة وزير الخارجية، اجتماعات مع أحمد الشرع، زعيم هيئة تحرير الشام. أشادت ليف بالشرع ووصفت موقفه بالبراغماتي، بينما ركزت المباحثات على الانتقال السياسي ومحاربة تنظيم داعش. ويأتي هذا اللقاء رغم استمرار تصنيف هيئة تحرير الشام كمنظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة.
ملف الأمريكيين المفقودين في سوريا
تطرقت الاجتماعات إلى قضية الأمريكيين المفقودين في سوريا خلال حكم الأسد، ومن بينهم الصحفي أوستن تايس والمختص النفسي مجد كمالمز. أكدت واشنطن التزامها بالبحث عن مصير هؤلاء المواطنين، في ظل جهودها لإغلاق ملفات حقوق الإنسان التي خلفها النظام السابق.
حوار مع المجتمع المدني السوري
التقى الوفد الأمريكي بممثلين عن المجتمع المدني في سوريا، حيث ناقش معهم رؤيتهم لمستقبل بلادهم ودور الولايات المتحدة في دعم هذه الرؤية. وتضمنت المحادثات شروطًا أمريكية، منها الانتقال إلى حكومة شاملة وغير طائفية، كخطوة ضرورية لرفع التصنيف الإرهابي عن هيئة تحرير الشام وتخفيف العقوبات الدولية عن سوريا.
استهداف داعش في دير الزور
في تطور أمني متصل، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) مقتل زعيم تنظيم داعش أبو يوسف واثنين من معاونيه في غارة جوية بمحافظة دير الزور. وأوضحت القيادة أن هذه العملية تهدف إلى منع داعش من إعادة تشكيل صفوفه أو تحرير الآلاف من عناصره المعتقلين في سوريا.
في النهاية
تشكل زيارة الوفد الأمريكي إلى دمشق نقلة نوعية في سياسة واشنطن تجاه سوريا، لكنها تكشف أيضًا عن تناقض واضح في مواقفها. أحمد الشرع، الذي كان يُعتبر إرهابيًا ومطلوبًا بمكافأة قدرها 10 ملايين دولار، أصبح الآن شريكًا في الحوار حول مستقبل سوريا. هذا التغير يثير تساؤلات حول الأولويات الأمريكية ومدى استعدادها لتجاوز معاييرها السابقة في سبيل تحقيق أهدافها السياسية.