بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يوجه حلفاؤه أصابع الاتهام إلى الولايات المتحدة باعتبارها الداعم الأكبر للمعارضة السورية التي أسقطت النظام.
وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة لم ترد على تلك الاتهامات، إلا أن الرئيس بايدن قال في خطاب أعقب انهيار النظام السوري، إن سقوط الأسد يمثل نهاية مرحلة سوداء في تاريخ سوريا.
وشدد بايدن على أن بلاده ملتزمة بدعم الشعب السوري عبر خطة شامة تتضمن إعادة الإعمار وتعزيز الديمقراطية ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم الإنسانية التي ارتكبها النظام السابق.
ويرى الموقف الأمريكي المناهض للنظام السوري السابق أن رفض الأسد الانخراط في أي عملية سياسية، فتح الباب أمام قوات هيئة تحرير الشام لإٍسقاطه.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن مسؤولا أمريكيًا كشف عن احتمالية حذف هيئة تحرير الشام من قائمة الإرهاب وذلك بهدف دعم استقرار سوريا مع تقييم استقلاليتها عن تركيا.
وعلى الرغم من وعود الإدارة الأمريكية الحالية بدعم الداخل السوري، إلا أن الرئيس القادة دونالد ترامب يتبنى موقفًا مخالفًا لها، إذ يعارض التدخل الأمريكي في الصراع السوري، معتبرًا سوريا ليست من أولويات الولايات المتحدة.
هل تقوم بريطانيا بخطوة مماثلة؟
بحسب ما قاله رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، فإنه من المبكر جدًا إزالة جماعات المتمردين السوريين من قائمة الإرهاب.
وقال ستارمر خلال كلمته ضمن زيارة قام بها إلى المملكة، إنه لم يتخذ قراره بعد لإزالة جماعة هيئة تحرير الشام HTS من قائمة الجماعات الإرهابية المحظورة بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد.
ووضعت المملكة المتحدة هيئة تحرير تحرير الشام على قائمة الإرهاب في عام 2017، وهو ما يجعلها غير قادرة على إجراء أي اتصال معها.
وقال وزير شؤون مجلس الوزراء، بات ماكفادن، لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) في وقت سابق إن المملكة المتحدة قد تزيل هيئة تحرير الشام من القائمة.
وأضاف ستارمر في كلمته أنه لا بد من التأكد من أن ما يحدث حاليًا هو فرصة سلمية لسوريا، مشيرًا إلى أن التاريخ يزخر بنقاط التحول في عمر الدول ولكنها لم تكن دائمًا الأفضل.
الأفعال هي المقياس الوحيد
بدوره قال وزير الخارجية ديفيد لامي أمام مجلس العموم إن المملكة المتحدة ستقيّم أفعال هيئة تحرير الشام، وكيف تتعامل مع هذا الصراع مع المدنيين في المناطق التي تسيطر عليها، ومن ثم تحديد ما إذا كانت قابلة للإزالة من قائمة الإرهاب.
كانت هيئة تحرير الشام والفصائل المتمردة المتحالفة معها، سيطرت الأحد، على العاصمة السورية دمشق بعد سنوات من الحرب الأهلية.
وتواجه هيئة تحرير الشام أيضًا عقوبات من الولايات المتحدة والأمم المتحدة بسبب تصنيفها كمنظمة إرهابية.
ولكن زعيم الجماعة المعروف باسم أبو محمد الجولاني، والذي بدأ في استخدام اسمه الحقيقي، أحمد الشرع، قطع علاقته نع تنظيم القاعدة في عام 2016، وتعهد مؤخرا بالتسامح مع الجماعات والمجتمعات الدينية المختلفة.
وبسؤال وزير مكتب مجلس الوزراء، بات ماكفادن، عن احتمالية جراء مراجعة لتصنيف هيئة تحرير الشام كجماعة إرهابية، قال إنه أصبح الأمر ضروري الآن
وقال إن زعيم الجماعة أصدر بعض التعهدات خلال الفترة الماضية، متابعًا: “إنه يقول بعض الأمور الصحيحة بشأن حماية الأقليات واحترام حقوق الناس، لذا سننظر في هذا الأمر في الأيام القادمة”.
من جانبه، قال الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني (إم آي 6) السير جون ساورز لقناة سكاي نيوز إنه سيكون “من السخيف إلى حد ما” أن تكون المملكة المتحدة غير قادرة على التعامل مع هيئة تحرير الشام بسبب الحظر.