بعد سقوط نظام بشار الأسد، برز محمد البشير كأحد أبرز الشخصيات السياسية في سوريا، حيث كُلّف بتشكيل حكومة انتقالية لإدارة البلاد في هذه المرحلة الحرجة، فمن هو محمد البشير رئيس الحكومة الانتقالية في سوريا بعد رحيل بشار الأسد؟ وما هي مؤهلاته السياسية والتعليمية؟
محمد البشير: الولادة والتعليم
وُلد محمد البشير في مدينة جسر الشغور بمحافظة إدلب عام 1983، ونشأ وتلقى تعليمه في المحافظة نفسها. بعد أن أنهى دراسته الثانوية، التحق بجامعة حلب الحكومية، حيث حصل على شهادة في الهندسة الكهربائية (تخصص اتصالات) في عام 2007. بجانب دراسته الهندسية، أكمل دراساته في العلوم الشرعية والقانونية بجامعة إدلب، مما منحه خلفية علمية ودينية متنوعة. يتميز البشير بإتقانه للغة الإنجليزية إلى جانب لغته الأم، مما ساعده في التواصل بفعالية وأداء مهامه الإدارية.
محمد البشير: المسار المهني والسياسي
بدأ البشير حياته المهنية كمهندس يعمل في قسم الأجهزة الدقيقة في معمل الغاز التابع للشركة السورية للغاز، حيث اكتسب خبرة تقنية مميزة. ومع اندلاع الثورة السورية في عام 2011، قرر الانشقاق عن النظام والعودة إلى إدلب ليصبح جزءًا من المعارضة السورية. انضم إلى هيئة تحرير الشام وأصبح قريبًا من زعيمها أحمد الشرع، حيث تدرج في المناصب حتى تولى منصب وزير التنمية في حكومة الإنقاذ خلال دورتين متتاليتين بين عامي 2021 و2023. لاحقًا، تم تعيينه رئيسًا لحكومة الإنقاذ في ديسمبر 2023، وهي الحكومة التي أدارت إدلب والمناطق الشمالية الغربية.
البشير بعد التطورات الأخيرة
بعد سقوط نظام الأسد في ديسمبر 2024، عقد أحمد الشرع اجتماعًا ضم محمد الجلالي، رئيس وزراء النظام السابق، ومحمد البشير. أسفر الاجتماع عن تكليف البشير بتشكيل حكومة انتقالية. وأكدت المصادر أن الحكومة الجديدة ستتولى إدارة المرحلة الانتقالية فقط حتى يتم تحديد نظام الحكم الجديد في البلاد. ركز البشير في تصريحاته على إعطاء الأولوية للوزارات الحيوية مثل الدفاع والخارجية، مع الحرص على ضمان استقرار بقية الوزارات.
التحديات وأولويات المرحلة الانتقالية
يواجه البشير تحديات كبيرة تتعلق بإدارة المرحلة الانتقالية وضمان استمرارية عمل المؤسسات. وتشمل أولوياته استقرار الوزارات الحساسة، إعادة هيكلة الحكومة، والعمل على إعادة بناء المناطق المتضررة من الحرب. في الوقت نفسه، أكد مقربون منه أنه لن يتم إشراك أي من وزراء الحكومة السورية السابقة في التشكيلة الوزارية الجديدة، ما يعكس رغبة في تحقيق قطيعة مع النظام السابق.
رؤية مستقبلية
يعتمد محمد البشير على مزيج من المعرفة التقنية والخبرة الإدارية لقيادة سوريا خلال هذه الفترة الحرجة. ومع تركيزه على التنمية وإعادة الإعمار، يظهر كشخصية محورية تسعى لتحقيق استقرار سياسي واقتصادي يمهد الطريق لسوريا ما بعد الأسد.