أحداث جارية سياسة

المملكة كانت خير عون لسوريا وهذا ما ينتظر الفصائل مستقبلًا

المملكة خير عون للسوريين وهذا ما ينتظر الفصائل مستقبلًا

على مدار الأزمة السورية، كنت المملكة خير عون وسند للأشقاء السوريين، ولكنها حذرت مرارًا مما يمكن أن تؤول إليه الأوضاع التي تغلب عليها الفوضى هناك.

وفي هذا الشأن يقول سفير المملكة السابق لدى الأمم المتحدة، الدكتور عبد الله المعلمي، إن القيادة السورية كانت تعيش حالة عمى مطلق يحجب عنها رؤية الواقع.

وأضاف في مداخلة لبرنامج “هنا الرياض” المُذاع على قناة الإخبارية: “كانوا يعيشون في أوهام السُلطة وكان مندوبهم في نيويورك يعكس ذلك، إذ كان يُجيب على كلامنا الذي يعكس الحقائق بالتهديد والوعيد”.

وتابع: “وكنا نرد عليه بأننا نحدثك باللغة التي توعدنا وتربينا عليها، ونترك لك العبارات التي لا تليق بالمقام والمكان والعراك اللفظي”.

وأشار إلى أنه وفقًا لما نقلته وكالة “تاس” الروسية فإن السفارة الروسية في موسكو قد رفعت علم الثورة السورية، والسفير السوري في موسكو هذه الأيام هو السفير الجعفري الذي كان رئيسًا لبعثة سوريا في الأمم المتحدة، ولا أدري إذا كان هو شخصيًا رفع علم الثورة أم هرب قبل ذلك”.

ماذا ينتظر مستقبل سوريا؟

يقول المعلمي إن مستقبل سوريا حدده قرار مجلس الأمن 2254، وهذا القرار نص على ضرورة تشكيل حكومة وطنية ذات صلاحيات تنفيذية مطلقة تُدير البلاد خلال المرحلة الانتقالية.

وأضاف: “اليوم سمعنا بيانًا من قيادة العمليات العسكرية يقول بأن هذه القيادة سوف تشكّل حكومة وطنية واسعة التمثيل بصلاحيات تنفيذية كاملة لقيادة المرحلة الانتقالية”.

وتابع المعلمي: “في خلال المرحلة الانتقالية يتم التحضير لانتخابات رئاسية ونيابية ووضع دستور جديد للبلاد، والقرار وافقت عليه جميع الدول بما في ذلك روسيا ولكن النظام السوري كان يماطل في التنفيذ، وكانت تُعقد الاجتماعات في جنيف وكانت تستمر لأسابيع وفي بعض الأحيان تصل إلى أشهر”.

وأشار إلى أن المندوب السوري كان يُسمى “السيد المُعطِل” لأنه كان إذا أخذ الكلام يستمر فيه لنصف ساعة أو أكثر حتى ينتهي الوقت دون أن يتم التطرق إلى القضايا على جدول البحث، وكان هو قائد وفد المفاوضات في جنيف”.

واستكمل: “اختلف الوضع الآن بانهيار النظام وعندما انسحب الغطاء الروسي والدبلوماسي والعسكري له، وانهارت قدرته على ممارسة المماطلة والتسويف”.

الدعم السعودي للشعب السوري

قال المعلمي في هذا الإطار إن المملكة منذ اليوم الأول لاندلاع الأحداث في سوريا كانت تختار الوقوف إلى جانب الشعب السوري.

وأضاف: “خلال الأشهر الأولى من الثورة السورية كان هناك شيئًا من الهدوء في موقف المملكة، وكان البعض يظن ذلك إهمالًا للحالة في سوريا، وكنا نواجه من الدول الأجنبية في الأمم المتحدة شيئًا من العتاب أو اللوم على صمت المملكة باعتبارها كبرى الدول العربية وأهمها وأكثرها تأثيرًا”.

وتابع المعلمي: “اتضح بعد ذلك أن المملكة ليست صامتة على الإطلاق، وإنما كانت تسعى عبر اتصالات مباشرة بين الملك عبد الله رحمه الله القيادة السورية للتأثير عليها بحثها على الامتناع على ممارسة عنف ضد الشعب السوري، واللجوء إلى الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي تحتاج إليه سوريا، والذي يمكن أن يُجنّب البلاد ويلات المعارك والثورة والصراع على مدار سنوات طويلة”.

وقال: “بعد ذلك أعلنت المملكة في خطاب ألقاه الملك عبد الله وجهه إلى الشعب السوري موقفها ورفضها للممارسات العنيفة التي كان يتخذها النظام السوري ضد أبناء شعبه، وتوجهت علانية إلى الرئيس السوري بشار الأسد في ذلك الوقت بطلب لإجراء الإصلاحات اللازمة والاستماع إلى صوت الشعب”.

وعلى مدار السنوات الماضية كانت المملكة ترفع شعار حقوق الشعب السوري في جميع الاجتماعات والمؤتمرات في الأمم المتحدة، ولكن القيادة السورية لم تستجب واستمرت سوريا في هذه الدوامة من العنف”.

مصير الفصائل السورية

عن تعامل المجتمع الدولي مع الفصائل المسلحة في سوريا، قال إن الأمر يعتمد على سلوك هذه الفصائل، والتي يبدو حتى الآن ممارسة دورًا مسؤولًا، إذ أعلنت نيتها تشكيل حكومة وطنية ذات تمثيل عريض وبصلاحيات تنفيذية كاملة، بمعنى أنها لا تريد أن تستأثر بالسلطة لذاتها”.

وأضاف المعلمي: “إذا تم تشكيل حكومة وطنية يكون فيها أسماء معروفة لها تاريخ نضالي مشهود واستقلالية، ستكون قادرة على إعداد دستور وطني تحت إشراف الأمم المتحدة وبمساعدتها، وأن تحضر للانتخابات”.

وتابع: “المجتمع الدولي يستطيع أن يدعم تلك العملية كلها بدعم الحكومة الانتقالية وإجراء الانتخابات الحرة في الوقت المناسب وتقديم الدعم الفني لها، وهذه كلها مهام ينبغي أن تضطلع بها الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بمختلف اتجاهات”.