كشف سقوط النظام السوري، برئاسة بشار الأسد، عن أزمة إنسانية كبيرة في سوريا، تتمثل في قضاء آلاف المعتقلين من المعارضين سنوات طويلة داخل سجن صيدنايا، في ظروف احتجاز قاسية.
ووثق السوريون لحظات خروج عدد كبير من المعتقلين من داخل سجن صيدنايا، والذي حكوا تفاصيل مأسوية عن فترة احتجازهم.
ماذا نعرف عن سجن صيدنايا؟
يمثل سجن صيدنايا أكبر مجمع لسجن معارضي نظام الأسد في سوريا، بعمث 5 طوابق تحت الأرض.
ويعتبر سجن صيدنايا أكثر مجمعات التعذيب شهرة في شبكة مراكز الاحتجاز التابعة للحكومة السورية.
يتألف السجن من منشأة فوق الأرض، وأخرى تحتها، أطلق عليها السوريون اسم الجناح الأحمر، يتم الوصول إليها عبر ممرات سرية وشفرات رصدت فصائل المعارضة التي أطاحت بالنظام مبلغًا كبيرًا من المال لمن ينجح في فكًها.
قال مئات السوريين عبر منصات التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية إنهم توجهوا إلى سجن صيدنايا بعد سقوط النظام للبحث عن ذويهم المفقودين منذ سنوات؛ لشهرة هذا المجمع بإخفاء المعارضين.
يظهر السجن من الأعلى على شكل 3 مستطيلات تتلاقى في نقطة واحدة، وفي المنتصف، درج حلزوني حوله أبواب كبيرة متطابقة، تقع خلفها أجنحة السجن الثلاثة.
ووفقًا لمقاتلي المعارضة، فإن كل جناح متخصص في شكل مختلف من أشكال التعذيب، ولا توجد نوافذ تطل على العالم الخارجي.
أظهرت المقاطع المصورة من داخل السجن أن الزنازين كانت ضيقة بحيث لا يزيد عرضها على بضعة أمتار، بينما كانت مكتظة بأكثر من 10 أشخاص في وقت واحد، ولم يكن هناك أي مكان للاستلقاء.
وبحسب منظمة العفو الدولية، كان هناك ما يصل إلى 20 ألف سجين محتجزين في صيدنايا، وقد سُجن معظمهم بعد محاكمات صورية سرية لم تستغرق أكثر من بضع دقائق.
وقال الناجون إن الحراس فرضوا قاعدة الصمت المطلق داخل السجن، ولم يكن مسموحًا لهم إلا بالكتابة على جدران الزنازين.
يقع سجن صيدنايا على بعد 30 كيلومترًا شمال العاصمة السورية دمشق، وقد أنشئ في العام 1987 خلال حكم الرئيس السابق حافظ الأسد.
وصفت منظمة العفو الدولية في تقرير أصدرته عام 2017 سجن صيدنايا، الذي تقدّر مساحته بنحو بـ1.4 كيلو متر مربع، بـ “المسلخ البشري”.
وقبل 7 سنوات، وثق تقرير منظمة العفو الدولية إعدام 13 ألف معتقل سياسي في سجن صيدنايا بين عامي 2011 و2015.
وقال التقرير، الذي استند على شهادات 84 شخصًا، بينهم حراس وسجناء سابقون وقضاة، إنه في كل أسبوع كان ما لا يقل عن 50 شخصًا يؤخذون من الزنازين ويُضربون ثم يشنقون في سرية تامة.
المصادر: