صحة منوعات

دراسات: 300 مليون طفل في طريقهم إلى “الاكتئاب والقلق”

الاكتئاب والقلق

بعد مرور أكثر من 13 عاماً من الأبحاث المستمرة، كشفت دراسة هولندية شارك فيها 2981 شخصًا أعمارهم بين 18 و65 عامًا ويعانون الاكتئاب، و907 آخرون تبدو عليهم عناصر اضطراب القلق،و373 شخصًا سليمًا؛ عن وجود روابط وثيقة بين إساءة معاملة الأطفال ونوعية العلاقات الأسرية، ومدى تأثير ذلك على الاكتئاب والقلق اللذين ينتابان البعض.

الإهمال والإساءة 

وإذا كانت الأبحاث السابقة قد ذكرت أن إساءة معاملة الأطفال أو إهمالهم يمكن أن تؤدي إلى أنماط ارتباط غير آمنة في مرحلة البلوغ، فإن الدراسة الحالية تذهب إلى أبعد من ذلك، مؤكدةً أن “هذه المشكلات تنشأ في المقام الأول بسبب الاكتئاب الشديد المرتبط بصدمة الطفولة”.
ويمثل سوء معاملة الأطفال قلقًا كبيرًا للصحة العامة، ولا يتوقف مصدره عند حدود أفعال الوالدين، بل يمتد ليشمل أفعال مقدمي الرعاية أيضًا، ويؤدي إلى إلحاق الضرر بالطفل أو التهديد المحتمل له، حتى لو كان هذا الضرر غير مقصود.
وغالبًا ما يتم التمييز بين 4 أنواع من سوء معاملة الأطفال، هي: الاعتداء الجسدي، والاعتداء الجنسي، والاعتداء النفسي أو العاطفي، والإهمال.

العنف والضرب 

وفق تقديرات منظمة اليونيسف، فإن حوالي 300 مليون طفل، يمثلون نحو 75% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنتين و4 سنوات في جميع أنحاء العالم؛ يتعرضون للإيذاء النفسي أو العقاب البدني داخل منازلهم من قِبل مَن يتولون رعايتهم، وإن حوالي 6 من كل 10 أطفال تقدر أعمارهم بـ12 شهرًا في 30 دولة يعانون من التأديب العنيف، ويتعرض 1 من كل 10 أطفال منهم للضرب واللكم في الوجه أو الرأس.

الارتباط العائلي

وفي الدراسة الحالية، ركز الباحثون تحليلهم على المشاركين الذين قدموا بيانات حول مدى جودة العلاقات الاسرية وأنماط الارتباط العائلي، ضمن تقييم المتابعة الذي امتد على مدار عدة سنوات.
واعتمد الباحثون أيضًا على العديد من الاختبارات التي تُستخدم على نطاق واسع لقياس شدة الاكتئاب، مثل “التقرير الذاتي لأعراض الاكتئاب”، و”اختبار تحديد اضطرابات البالغين”، و”مقياس بيك للاكتئاب”، الذي يتكون من 21 سؤالًا متنوعًا ما بين الأعراض والمواقف اليومية التي يشيع حدوثها بين المصابين بالاكتئاب، مثل الحالة المزاجية، والعزلة الاجتماعية، واضطراب النوم، وغيرها.

شركاء الحياة 

وضمت عينة البحث، التي حلل الباحثون بياناتها، 1348 من الإناث، بنسبة بلغت 66.2٪، في حين بلغت نسبة الذكور 33.8٪. وبلغت نسبة الأشخاص الذين ارتبطوا بعلاقات أسرية وطيدة 87.9%، تنوعت ما بين 68% مرتبطين بعلاقة مع شركاء حاليين، و16.1% انفصلوا عن شركاء حياتهم، و3.5% توفي شركاء حياتهم. ووفق الدراسة، فقد أبلغ 78% من المشاركين عن تعرُّضهم لتاريخ من الاكتئاب أو القلق.

إيذاء جسدي 

وفيما يتعلق بالمعاناة من الإساءة والإهمال، أوضحت تحليلات البيانات أن 33.1٪ من المشاركين عانوا من الإهمال العاطفي مرةً واحدةً على الأقل، و20.0٪ تعرضوا للإيذاء النفسي مرةً واحدةً على الأقل، و4.3٪ تعرضوا للإيذاء الجسدي مرةً واحدةً على الأقل، و4.7٪ تعرضوا للاعتداء الجنسي مرةً واحدةً على الأقل، بينما تعرض الباقون لأكثر من شكل من صور الإساءات.

علاقات غير آمنة

تشير نتائج الدراسة إلى أن المشاركين الذين لديهم تاريخٌ من سوء المعاملة يعانون من اكتئاب وقلق أكثر حدة، كما أبلغ هؤلاء الأفراد عن علاقات أسرية منخفضة الجودة ومستويات أعلى من العلاقات غير الآمنة، و”التعلق القلق” بأنماطه المختلفة.

اقرأ ايضاً:

كيف يمكن تحويل الشعور بالقلق إلى صديق؟

دراسة: زرع جهاز في الجمجمة لمواجهة الاكتئاب

لماذا يكون القلق أكثر من مجرد حالة عابرة في بعض الأحيان؟