أصبحت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن الأنشطة البشرية أعلى الآن من أي وقت مضى في تاريخنا.
تكشف البيانات الأخيرة الصادرة عن Climate Watch أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية كانت أعلى بمقدار 182 مرة في عام 2022 مما كانت عليه في عام 1850، في الوقت الذي كانت فيه الثورة الصناعية جارية.
في هذا الموضوع نسلط الضوء على انبعاثات ثاني أكسيد الكربون للفرد الواحد على مدار أكثر من 60 عامًا حسب المنطقة.
انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في أمريكا الشمالية
تشير البيانات إلى أن أمريكا الشمالية سجلت أعلى مستويات انبعاثات ثاني أكسيد الكربون للفرد منذ عام 1960، على الرغم من انخفاض الانبعاثات بشكل كبير خلال العقود القليلة الماضية.
اعتبارًا من عام 2022، تجاوزت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون للفرد في أمريكا الشمالية ضعف المستويات التي شهدتها المناطق الأعلى التالية.
أعلى المناطق المتسببة في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون
أمريكا الشمالية: 15 طن متري للفرد الواحد
أوروبا وآسيا الوسطى: 7 طن متري للفرد الواحد
شرق آسيا والمحيط الهادئ: 7 طن متري للفرد الواحد
الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: 6 طن متري للفرد الواحد
أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي: 3 طن متري للفرد الواحد
جنوب آسيا: 2 طن متري للفرد الواحد
أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى: 1 طن متري للفرد الواحد
ويرجع هذا الفارق بين المناطق بشكل أساسي إلى كندا والولايات المتحدة، وفي حين تختلف الأرقام بحسب المصدر، فإن تقديرات انبعاثات المكسيك للفرد في عام 2022 كانت حوالي 3.4 طن متري فقط.
أسباب انخفاض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون
انخفضت الانبعاثات للفرد بشكل كبير منذ عام 1970، ويرجع هذا إلى مزيج من التقدم التكنولوجي وتحولات السياسات الحكومية والتغيرات الاقتصادية.
التقدم التقني
إن أحد العوامل الرئيسية المساهمة في انخفاض الانبعاثات هو إنتاج الطاقة النظيفة. فخلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، حل الغاز الطبيعي تدريجيا محل الفحم كمصدر أساسي للطاقة.
وقد أدت مصادر الطاقة الأخرى مثل الطاقة النووية وطاقة الرياح والطاقة الشمسية إلى تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.
تحولات السياسة
في الولايات المتحدة، ساعدت تشريعات مثل قانون الهواء النظيف لعام 1970 في الحد من الانبعاثات، وقد أعطى هذا القانون للحكومة الفيدرالية سلطة تنظيم تلوث الهواء الناجم عن مجموعة من المصادر بما في ذلك المركبات.
التغيرات الاقتصادية
وهناك عامل آخر مؤثر يتمثل في التحول الشامل الذي تشهده أميركا الشمالية نحو اقتصاد يعتمد على الخدمات بشكل أكبر، إذ يستخدم قطاع الخدمات عادة قدراً أقل من الطاقة مقارنة بالقطاع الصناعي.
ويقدم هذا مفهوم “تسرب الكربون”، وهو عندما تقوم الشركات بتسليم إنتاجها (والانبعاثات الناتجة عنها) إلى جزء مختلف من العالم.