بدأ الاحتلال وجماعة حزب الله في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، والذي تم الإعلان عنه أمس الثلاثاء، وذلك وفق جدول زمني وضعه الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، جو بايدن.
وبدخول هذا الاتفاق حيز التنفيذ، وضع الكيان ولبنان نهاية لعام متواصل من الصراع، منذ أن انضمت جماعة حزب الله إلى الحرب في 8 أكتوبر الماضي.
وبحسب تصريحات سابقة لـ بايدن، فإن جوهر الاتفاق الأمريكي هو وقف الأعمال العدائية، مُشيرًا إلى أن الأطراف المتصارعة أبدت رغبة في إنهاء “الصراع المُدمر”.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إن مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي وافق، الثلاثاء، على الاتفاق بأغلبية عشرة مقابل واحد، موجها الشكر للولايات المتحدة على مشاركتها.
على ماذا ينص الاتفاق؟
وفق المعلومات المُعلنة، ينص الاتفاق على وقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا، يتم خلالها تنفيذ بنود قرار مجلي الأمن الدولي رقم 1701، في محاولة للتوصل إلى هدنة دائمة.
وخلال تلك الفترة يتم سحب جميع القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان، على أن يحل محلها قوات من الجيش اللبناني جنوب نهر الليطاني على طول الحدود مع الأراضي المحتلة.
وكان تم تبني القرار 1701 لإنهاء حرب استمرت 34 يومًا بين إسرائيل ولبنان في عام 2006، وقد نجح القرار في الحفاظ على الهدوء النسبي في المنطقة لمدة تقرب من عقدين من الزمان.
وظل هذا الهدوء حتى شنت حماس هجمتها على الأراضي المحتلة في 7 أكتوبر، ووقتها انضمت حزب الله لها في الصراع لدعمها.
ومن المتوقع خلال فترة الـ60 يومًا أيضًا أن ينسحب مقاتلو حزب الله مسافة 40 كيلومترًا من الحدود مع الأراضي المحتلة.
ولكن لماذا وافق نتنياهو على وقف إطلاق النار؟
قال رئيس وزراء الاحتلال خلال خطاب مُسجل بثه تلفزيون الاحتلال، أمس الثلاثاء، إنه سعى حاليًا لوقف إطلاق النار لـ3 أسباب.
وأضاف نتنياهو أن السبب الأول هو أن الاحتلال سيحتاج حاليًا للتركيز على التهديد الإيراني، إلى جانب إعادة تجديد القدرة العسكرية للاحتلال والتي استُنزفت جزئيًا بسبب تأخير توريد الأسلحة والذخيرة.
أما السبب الثالث الذي أشار إليه نتنياهو هو السعي لعزل حماس داخل غزة عن أي مساعدات من حزب الله.
ولكن رغم دخول الاتفاق حيز التنفيذ، إلا أنه لا توجد مؤشرات حول ما إذا كان سيؤدي إلى سلام دائم خلال الفترة المقبلة أم لا.
وقبل التصويت عليه، واجه الاتفاق انتقادات ورفض من قبل الجناح اليميني المتطرف في ائتلاف نتنياهو، وعلى رأسهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير والذي وصفه بأنه “خطأ تاريخي”.
كما أعرب رؤساء بلديات أقصى شمال إسرائيل عن غضبهم إزاء التقارير التي تفيد بأن حكومة نتنياهو على وشك الموافقة على الصفقة، حيث وصفها أحدهم بأنها “اتفاقية استسلام” و”عار على نطاق تاريخي”.
كما أعرب بعض المستوطنين النازحين إلى حدود الأراضي المحتلة مع لبنان عن قلقهم من الاتفاق.