وافق مجلس الوزراء الإسرائيلي مساء اليوم الثلاثاء، على وقف إطلاق النار مع حزب الله في لبنان، ومن المفترض أن يعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون قرار وقف إطلاق النار خلال ساعات، على أن يدخل القرار حيز التنفيذ في وقت ما يوم الأربعاء.
عودة إلى قرار 1701
صُدر القرار 1701 في عام 2006 لإنهاء حرب استمرت 34 يوماً بين إسرائيل وحزب الله.
وقد ساهم القرار في استقرار المنطقة لما يقرب من عقدين، حتى اندلاع الصراع الجديد في أعقاب هجوم حماس على إسرائيل في أكتوبر 2023، حيث تضامن حزب الله مع حماس ليشتعل النزاع مجدداً.
وينص القرار على انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان، على أن تكون القوة المسلحة الوحيدة المتواجدة في تلك المنطقة هي الجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة.
تصعيد قبل التصويت
قبيل التصويت على الاتفاق، صعّدت إسرائيل من هجماتها الجوية على بيروت، مستهدفة مناطق مركزية للمرة الأولى في النزاع.
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية عن مقتل 10 أشخاص على الأقل في الهجمات.
تصريحات نتنياهو وأسباب وقف إطلاق النار
في خطاب متلفز، أوضح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أسباب قبول إسرائيل وقف إطلاق النار، مشيراً إلى ثلاثة أهداف رئيسية:
التركيز على التهديد الإيراني: أكد نتنياهو ضرورة توجيه الموارد لمواجهة التحدي الإيراني المتزايد.
تجديد القدرات العسكرية: شدد على أهمية منح الجيش فرصة لاستعادة جاهزيته بعد استنزاف طويل الأمد.
عزل حماس في غزة: اعتبر نتنياهو أن عزل حماس عن حزب الله سيمكن إسرائيل من زيادة الضغط على حماس.
ردود أفعال متباينة
لاقى الاتفاق ردود أفعال متباينة في الداخل الإسرائيلي. حيث عبّر سكان شمال إسرائيل، الذين نزحوا جراء الصراع، عن قلقهم مما وصفه البعض بـ”اتفاق استسلام”.
وفي المقابل، اعتبر وزير الأمن القومي إيتامار بن غفير الاتفاق “خطأ تاريخياً”، مؤكداً أنه لا يحقق الأهداف التي تم شن الحرب من أجلها.
أبرز بنود الاتفاق
وفقاً لتقارير القناة 12 الإسرائيلية، تضمن الاتفاق النقاط التالية:
انسحاب متبادل للقوات: انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان مقابل انسحاب مقاتلي حزب الله إلى شمال نهر الليطاني.
استبدال القوات: تولي الجيش اللبناني السيطرة على المناطق التي ستنسحب منها إسرائيل.
لجنة مراقبة دولية: تشكيل لجنة خماسية برئاسة الولايات المتحدة لمراقبة تنفيذ الاتفاق.
عدم وجود منطقة عازلة إسرائيلية: ينص الاتفاق على إعادة السكان اللبنانيين والإسرائيليين إلى مناطقهم الحدودية دون إقامة منطقة عازلة تحت السيطرة الإسرائيلية.
تحفظات وشروط إسرائيلية
أفادت تقارير بأن إسرائيل ضغطت للحصول على اعتراف دولي بحقها في القيام بعمل عسكري في لبنان إذا انتهك حزب الله الاتفاق.
وأكد نتنياهو في خطابه أن إسرائيل سترد بقوة على أي خرق من حزب الله، سواء بإعادة التسلح أو شن هجمات عبر الحدود.
دور الولايات المتحدة في الاتفاق
أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن الاتفاق بات في مراحله النهائية، مشيراً إلى أهمية التنفيذ الفعّال للقرار 1701 لضمان الاستقرار.
كما أوضح أن الولايات المتحدة ستلعب دوراً رئيسياً في مراقبة وقف إطلاق النار وتنفيذ بنوده.
وعلى الرغم من أن الاتفاق يمثل خطوة كبيرة بعد شهور من المفاوضات الصعبة، إلا أن التساؤلات تظل قائمة حول مدى نجاحه في تحقيق سلام دائم.
المصدر: