أحيانًا يلاحظ الآباء أن أبنائهم يتحدثون بشكل دائم مع شخص غير موجود، بل يمكن أن يتطور الأمر إلى أنهم يشاركون من حولهم ويخبرونهم عن أشياء يفعلها هذا الصديق الخيالي.
وفي حين أن البعض قد يعتقد أن الأمر طبيعي خصوصًا في حالة الأطفال صغار السن، إلا أن الآباء يشعرون بالقلق من تأثير هذا الصديق على سلوك أبنائهم.
وتُشير التقديرات إلى أن ما يقرب من طفلين من كل ثلاثة أطفال يقضون وقتًا مع صديق خيالي أثناء نشأتهم.
ولذلك نسلط في السطور التالية الضوء على انعكاسات وجود صديق خيالي على الصحة النفسية والسلوكية للطفل.
أسباب اللجوء للصديق الخيالي
وفق ما أورده موقع “كليفلاند كلينك” عن بعض خبراء السلوكية، فإن الأطفال عادة ما يتجهوا لاستخدام خيالهم، ومن بين تلك الاستخدامات هو تكوين صديق خيالي.
وقد يكون هذا الصديق في صورة شخص أو حيوان غير مرئي للعالم، أو في شكل دمية أو لعبة موجودة لدى الطفل.
ولا يقتصر الأمر عند ذلك فقط بل يمكن أن يكون الصديق الخيالي عبارة عن بالون أو صخرة أو أي عنصر آخر.
هل يجب القلق من الصديق الخيالي للطفل؟
ينصح الأطباء بعدم القلق من تكوين الطفل لصديق خيالي، قائلين إنه على العكس يمكن أن يحقق استفادة كبيرة للطفل من خلال تعليمه المزيد من الأشياء.
وقد يساعد الصديق الخيالي الطفل على الإبداع والمرونة، كما أنه يكون بمثابة رفقة جيدة للطفل يمكنها التواجد والمساعدة في أي وقت.
ويساعد الصديق الخيالي الأطفال على تبني مفاهيم المشاركة مع الغير سواء في الألعاب أو غيرها، إلى جانب أنه يساعدهم على التحدث عن مشكلاتهم وإيجاد حلول لها.
كما يساعدهم على الفهم العاطفي للمواقف المختلفة، واتخاذ القرارات وهي فرصة لن تكون متاحة في ظل الأوامر التي يتلقاها الأطفال خلال يومهم.
متى يجب القلق من الصديق الخيالي؟
في حين أن الخبراء يوجهون بتجنب القلق من الصديق الخيالي لأبنائهم ، إلا أن هناك بعض الحالات التي تستدعي التدقيق التدخل.
ومن بين تلك الحالات أن يشعر الطفل بأنها خائفًا من صديقه الخيال، أو عندما يخبرهم هذا الصديق بالقيام بأشياء غير آمنة.
وهناك بعض الأعراض التي تدل على أن الصديق الخيالي أصبح مشكلة للطفل، ومن بينها ملاحظة مشكلات في النوم وتناول الطعام، ووجود تغييرات غير مفهومة على سلوكهم وموقفهم.
ويقول المتخصصون إن تلك الأعراض ليست مشكلة في حد ذاتها، ولكن لا يوجد ضرر من طرحها على طبيب الأطفال والاستفسار بشأنها.
كيف نتعامل مع الصديق الخيالي للطفل؟
لا بد أن يتقبل الآباء وجود الصديق الخيالي لأطفالهم، وستكون فرصة جيدة لتشجيع الطفل على التحدث ومشاركته في عالمه الخيالي.
وينصح المتخصصون أن يحاول الآباء التحدث عن الصديق الخيال وطرح أسئلة بشأنه، والاستفسار عما فعله طفله معهم خلال اليوم.