في الوقت الذي تُشير فيه المؤشرات إلى أن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة في الوقت الحالي بات صعبًا، يُعلق الكثير من أهالي الرهائن الإسرائيليين الآمال على عودة ترامب للحكم.
ويأمل أهالي الرهائن أن ينجح ترامب فيما فشل فيه فيه بايدن خلال السنة الماضية، بالتوصل إلى اتفاق مقابل تحرير الرهائن، بحسب وكالة Axios.
وسيكون على عاتق ترامب مهمة كبيرة وهي محاولة إعادة الرهائن الأمريكيين السبعة الذين تحتجزهم حماس، والذي يُعتقد أن 4 منهم عل قيد الحياة.
وقالت السكرتيرة الصحفية الجديدة للبيت الأبيض، كارولين ليفات، إن ترامب سيفرض المزيد من العقوبات على إيران وسيستمر في دعم إسرائيل وسيحارب الإرهاب.
وأضافت أن الرئيس المنتخب سيعمل كمفاوض رئيسي نيابة عن الولايات المتحدة من أجل إعادة المدنيين المحتجزين لدى حماس إلى بلادهم.
مشاورات ترامب غير المعلنة
وفق ما نقلته Axios عن أشخاص مطلعة على مكالمة جرت بين ترامب ورئيس الاحتلال، إسحاق هرتسوغ، بعد فوز الأول بالسباق الرئاسي، قال الأخير إن إطلاق سراح الـ101 رهينة لدى حماس باتت “قضية ملحة”.
وأخبر ترامب هرتسوغ أن أغلب الرهائن ماتوا على الأرجح، وأبلغه رئيس الاحتلال أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تعتقد أن نصف الرهائن لا يزالوا أحياء، ولكن ترامب نفى أي عرفة له بتلك المعلومات.
من ناحية أخرى طالب هرتسوغ بايدن عندما التقى به في البيت الأبيض في 11 نوفمبر الجاري، بأن يتعاون مع ترامب في الوصول إلى حل بشأن أزمة الرهائن خلال الفترة الحالية وحتى تسلم الرئيس المنتخب للسلطة في 120 يناير المقبل.
وبعد يومين، عندما استضاف ترامب في اجتماع لمدة ساعتين في المكتب البيضاوي، أثار بايدن قضية الرهائن واقترح عليهم العمل معًا للدفع نحو التوصل إلى اتفاق.
وفي أعقاب هذا الاجتماع بساعات، قال بايدن لعائلات الرهائن الأمريكيين، إنه لا يهتم بالطريقة التي سيعود بها المختطفين سواء كان بفضل ترامب أم غيره، ولكن المهم أن يعودوا إلى الوطن، بحسب أشخاص مطلعة.
موقف مشابه من الماضي
واجه رونالد ريجان، الرئيس السابق الذي قال ترامب إنه معجب به، موقفًا مشابهًا عندما كان يستعد لتولي منصبه في عام 1981.
وفي هذا العام وقع الرئيس الأمريكي آنذاك، جيمي كارتر، صفقة رهائن مع إيران، في 19 يناير 1981، وبعد تنصيب ريغان بيوم واحد تم إطلاق سراح 52 أمريكيًا كانوا محتجزين في طهران لمدة 444 يومًا.
وقال أهالي المواطن الأمريكي عمر نيوترا، في رسالة إلى ترامب عبر صحيفة واشنطن بوست، إنه يمكن أن يحظى بنفس موقف ريغان إذا تمكن من تحرير ابنهم وباقي الرهائن المحتجزين منذ 412 يومًا.
الأوضاع الراهنة في غزة
حتى الآن تعاني المفاوضات بشأن إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار من جمود أصابها منذ 3 أشهر.
وخلال اجتماع للقيادات الإسرائيلية في وقت سابق من هذا الأسبوع، أبلغوا نتنياهو بأنه من غير المرجح أن تتنازل حماس عن شروطها بشأن الانسحاب الإسرائيلي من غزة وإنهاء الحرب.
ونقلت وكالة أكسيوس عن مسؤولين مطلعين في الحكومة الإسرائيلية، إن قيادات الاحتلال أبلغوا نتنياهو أنه إذا كانت الحكومة الإسرائيلية مصممة على التوصل لاتفاق، فعليها تخفيف شروطها.
لكن نتنياهو رفض إنهاء الحرب مقابل صفقة إطلاق سراح الرهائن، مدعيا أن ذلك سيسمح لحماس بالبقاء، ويشير إلى أن إسرائيل هُزمت.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير للوكالة إنه إذا تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان، فسيزيد هذا الأمر من الضغط على حماس لقبول اتفاق بشأن وقف الحرب والإفراج عن الرهائن.
ما المتوقع بالنسبة لترامب؟
يرى بعض المسؤولين الإسرائيليين، حسبما نقلت أكسيوس، أن ترامب الذي وعد سابقًا بإنهاء الحرب، سيكون له نفوذ وقوة أكبر بكثير للضغط على نتنياهو، مقارنة ببايدن.
ولم تُسفر جهود بايدن المتواصلة للضغط على نتنياهو في تحقيق أي نتيجة بشأن الحرب المستمرة منذ أكثر من عام في غزة.
ولكن سيتعين على ترامب أن يبدأ في تحركاته منذ الآن للحصول على نتيجة، بحسب ما قاله مارك دوبويتز، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات.
وأضاف أنه على ترامب أن يصدر قرارًا لكبار مسؤوليه بالتحرك من أجل الإفراج عن الرهائن، وجعله شرطا غير قابل للتفاوض لإنهاء الحرب.