تصدرت شركة «نفيديا Nvidia» التصنيف الأحدث للقيمة السوقية لشركات التكنولوجيا، الذي صدر في 15 نوفمبر الجاري، كأول شركة تكنولوجية في العالم تتجاوز قيمتها السوقية حاجز الثلاثة تريليونات دولار أمريكي، متفوقة على العديد من عمالقة التكنولوجيا الذين يتنافسون على القمة في سوق تكنولوجي يشهد تطورات غير مسبوقة.
في الوقت نفسه، حافظت شركة «آبل Apple»على مكانتها كأكبر شركة تكنولوجية من حيث القيمة السوقية، حيث بلغ إجمالي قيمتها السوقية 3.6 تريليونات دولار أمريكي، تليها «مايكروسوفت Microsoft» التي حققت 3.17 تريليونات دولار، و«أمازون Amazon» التي سجلت قيمة سوقية بلغت 2.22 تريليون دولار.
من الحلم إلى الهيمنة
تأسست«آبل» في عام 1976 على يد ستيف جوبز وستيف وزنياك في مرآب بسيط في ولاية كاليفورنيا، لتبدأ بتصنيع أولى حواسيبها الشخصية «ماكنتوش»، التي شكلت بداية لمسيرة استثنائية في عالم التكنولوجيا.
ولكن مع مرور الزمن، تحولت «آبل» من مجرد مصنع للكمبيوترات إلى شركة رائدة في مجالات عدة، أهمها الأجهزة الذكية، واليوم، يعد آيفون المنتج الأكثر ربحية للشركة، وإن كان إنتاجها لا يقتصر عليه فقط، إذ تساهم أجهزة «ماك» و«آيباد» والأجهزة القابلة للارتداء، إضافة إلى خدماتها الرقمية، في تعزيز إيراداتها السنوية.
ولا تكتفي «آبل» بالإبداع في تصميم الأجهزة، بل تواصل استثمارات ضخمة في البحث والتطوير، حيث كشفت الشركة في عام 2024 عن أحدث ابتكاراتها في مجال التكنولوجيا القابلة للارتداء: نظارات الواقع المعزز «AR» التي تعكس التزام الشركة بالمستقبل التكنولوجي.
العملاق الذي يسيطر على الذكاء الاصطناعي
وعلى الرغم من تصدر «آبل» للسوق من حيث القيمة، فإن «نفيديا» تبقى واحدة من أبرز النجاحات في صناعة التكنولوجيا الحديثة، فالشركة التي تأسست في عام 1993، شهدت نموًا مذهلًا بفضل ريادتها في تطوير وحدات معالجة الرسومات «GPU» التي أصبحت أساسًا لتشغيل تطبيقات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي.
وفي 2024، تجاوزت «نفيديا» لأول مرة حاجز الثلاثة تريليونات دولار أمريكي في قيمتها السوقية، مما يسلط الضوء على تأثيرها الكبير في قطاع الذكاء الاصطناعي الذي يشهد ازدهارًا غير مسبوق.
الابتكار المستمر وتوسيع الإمبراطورية
تظل «مايكروسوفت» واحدة من القوى الكبرى في عالم التكنولوجيا، حيث تحتل المرتبة الثالثة من حيث القيمة السوقية، ومنذ تأسيسها في عام 1975 على يد بيل جيتس وبول ألين، ركزت الشركة على تطوير البرمجيات، وكانت أنظمة تشغيل «ويندوز» وأدوات «أوفيس» من أبرز منتجاتها التي ساهمت في هيمنتها على سوق البرمجيات لعقود.
ومع دخولها إلى مجالات جديدة مثل السحابة الإلكترونية «Cloud Computing» والذكاء الاصطناعي، حافظت «مايكروسوفت» على مكانتها الريادية، مع خطط مستمرة للتوسع في أسواق المستقبل.
الريادة في التجارة الرقمية
أما في عالم التجارة الإلكترونية، فتظل «أمازون» رمزًا للابتكار والقيادة.
تأسست الشركة في 1994 على يد جيف بيزوس، وكانت بدايةً كمكتبة على الإنترنت، لكنها سرعان ما توسعت لتشمل جميع المنتجات تقريبًا، مما جعلها واحدة من أكبر الشركات في العالم من حيث القيمة السوقية. ومع تطور صناعة التجارة الإلكترونية.
وتميزت أمازون بخدماتها السحابية عبر «أمازون ويب سيرفيسز»، التي تسهم بشكل كبير في الإيرادات السنوية للشركة، كما أن دخولها إلى مجالات الذكاء الاصطناعي والتجارة عبر الأجهزة الذكية عزز مكانتها في السوق.
سامسونج وألفابيت في المشهد التكنولوجي
إلى جانب هذه الشركات العملاقة، يبقى كل من «سامسونج» و«ألفابيت» في موقع متقدم على مستوى القيمة السوقية.
«سامسونج»، التي تأسست في 1938 في كوريا الجنوبية، تتفوق على «آبل» في بعض مجالات الأجهزة، مثل الهواتف الذكية، حيث تمتلك حصة سوقية تتجاوز 20% من سوق الهواتف.
أما «ألفابيت»، الشركة الأم لـ«جوجل»، فلا تزال تهيمن على سوق الإنترنت والإعلانات الرقمية، فمن محرك البحث جوجل إلى أنظمة التشغيل «أندرويد»، لا شك أنها تتمتع بتأثير هائل في مجالات متعددة من تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
وتظهر تلك الأرقام والتوجهات الحالية أن قطاع التكنولوجيا يعيش فترة من النمو المتسارع، حيث تتنافس الشركات الكبرى على ريادة السوق بفضل ابتكاراتها المتواصلة.
وبينما تستمر الشركات مثل «آبل» و«نفيديا» في تقديم حلول تكنولوجية غير مسبوقة، يظل الابتكار في صميم استراتيجيات النجاح في هذا القطاع الحيوي.وفي 2024، يبدو أن المنافسة على القمة ستظل محتدمة، مع استعداد هذه الشركات للانطلاق نحو آفاق جديدة تضمن لها الصدارة في المستقبل.